مولاي إدريس الصومدي ، مسار معلم أحب القراءة وحببها لتلاميذه

/ اعداد محمد بوحجر/

العيون – بنبرته الصوتيه العذبة وروحه المرحة ، لايجد مولاي إدريس الصمدي صعوبة في التعبير عن حماسه الشديد عندما يتحدث عن القراءة ، وتدريس اللغة الفرنسية لتلاميذه.

يقول الاستاذ  الصومدي، الذي أسس نادا للقراءة بمدرسة ابن زيدون بالعيون سنة 2006 ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، ” بدأت التعليم في سن مبكرة، وأنا أحب دائما هذه المهنة ، تجتاحني فرحة عارمة عندما احس ان التلاميذ يفهمون ما ألقنهم من دروس .

واضاف الاستاذ الصومدي، المزداد بمدينة مراكش، من خلال تجربتي أيقنت ان المدرسة مطالبة بالعمل على التمييز في مسار الطفل ، من خلال الأنشطة الإبداعية لمساعدة التلاميذ على اكتشاف مواهبهم وابداعاتهم وبناء الثقة بانفسهم.

وفي الوقت الذي كان فيه النقاش حول طرق تشجيع تعلم اللغات الأجنبية، تبادرت الى ذهني هذه الفكرة وعملت على تطبيقها مباشرة.

ويقول الأستاذ الصمدي، الذي وشحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بوسام المكافئة الوطني من الدرجة الثالثة (ضابط)، “أولا ، بدأت بإعطاء دروس دعم التلاميذ الذين يجدون صعوبة في القراءة داخل الفصل، وبعد ذلك اعتقدت أنه من الأفضل إنشاء ورشة قراءة “.

لكن مولاي ادريس الصمدي، ذو 54 سنة ، والذي بدأ حياته المهنية في مدينة كلميم عام 1986 ، قبل أن يطلب الانتقال الى مدينة العيون، بعد 11 سنة (1997)، يحتضن جميع فئات التلاميذ دون تمييز في مستواهم الدراسي او المعرفي لكي لا يحرم أي تلميذ من هذه المبادرة، فعمل على تنظيم حصص لهم للقراءة ، وفتح نافذة صغيرة على الأدب الفرنسي، والشعر ، والحكاية ، وخاصة الحساب” .

وأضاف تم الترحيب بالمبادرة من قبل أولياء التلاميذ والزملاء والإدارة،”في عام 2012 ، عملنا في اطار الشراكة مع المجتمع المدني والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية على تطوير برنامج قراءة للتلاميذ الذين يجدون صعوبة في القراءة. وكانت المبادرة ناجحة ومتميزة .

اعتزازه بعمله وفخره بانجازاته يمكنك قراءتها على وجهه الهادئ والمبتسم، “يشارك التلاميذ في مختلف الأنشطة الثقافية والمسابقات على المستوى المحلي والجهوي، فخلال السنة الماضية شاركوا في مبادرة “القراءة للجميع في الهواء الطلق” التي تم تنظيمها بمحج محمد السادس ( شارع السمارة سابقا) بمدينة العيون لتشجيع التلاميذ على قراءة “.

بتواضع كبير، يواصل المعلم “هذا عمل جماعي مع زملائي ، والإدارة والمدير الإقليمي للتربية الوطنية، بالإضافة إلى التشجيع والدعم من آباء التلاميذ “.

بصوته الهادئ، ووده المتواصل يبدو الاستاذ الصومدي مقتنعا بأن تجربته فريدة من نوعها ومفيدة ، وأنه تمكن من ايصال لغة موليير الى هؤلاء التلاميذ، الذين هم في حاجة إليها طيلة مشوارهم وحياتهم الدراسية والمهنية.

وقال الصومدي، الذي يرفض أن يصدق أن فشل بعض الأطفال في دراستهم أمر محتوم ، “هناك تلاميذ الذين تم انقاذهم حقا من الهدر المدرسي والفشل الدراسي ،وتمكنوا من مواصلة دراستهم بفضل الأنشطة التي أطلقها النادي”.

واختتم الاستاذ مولاي ادريس الصومدي حديثة، وهو أب لأربعة، والذي لازال يزال مجدا في عمله بعد 32 عاما من الخدمة، بقوله “إذا كان لدي نصيحة واحدة لتقديمها للتلاميذ ولآبائهم ، فستكون “القراءة هي مفتاح النجاح”.