“من غير الإنساني” عدم الاكتراث لمعاناة الساكنة الصحراوية المحتجزة في مخيمات تندوف (مؤرخ وباحث باراغوياني)

وجدة – أكد المؤرخ والباحث الباراغوياني لويس أغيرو فاغنر، اليوم السبت بوجدة، أنه “من غير الإنساني” عدم الاكتراث للمعاناة التي تعيشها الساكنة الصحراوية المحتجزة في مخيمات تندوف.

وأبرز السيد فاغنر، خلال تقديم كتابه “صحارا مروكي ماس ألا ديل صحارا أوكسيدونتال” (الصحراء المغربية: ما وراء الصحراء الغربية)، الذي يؤكد فيه سيادة المغرب “التي لا جدال فيها” على صحرائه مع كشف أكاذيب الجزائر وصنيعتها “البوليساريو”، أن الجزائر و”البوليساريو” تواصلان التورط في تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة إلى الساكنة المحتجزة بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.

كما أبرز، من جهة أخرى، أن جهات ومنظمات غير حكومية أجنبية تتلقى، بشكل منتظم، تمويلات جزائرية لاختلاق الأكاذيب وترويج الادعاءات الزائفة حول قضية الصحراء المغربية.

وأضاف أن هذا الكتاب، الذي تطلب عدة أعوام من البحث والتحري والتنقل، يثبت، إن كان الأمر يحتاج إلى إثبات، أن الصحراء المغربية كانت على الدوام جزء لا يتجزأ من تراب المملكة، بالنظر إلى الروابط التاريخية التي تجمع الساكنة الصحراوية بسلاطين المغرب على مر العصور.

وأكد الباحث أن أي شخص عاقل لا يمكن أن يجادل في الأدلة التاريخية والسياسية والجغرافية التي قدمها المغرب لتأكيد سيادته على الصحراء، لافتا إلى أن كتابه (الذي يقع في 195 صفحة) يبرز استنادا إلى خرائط ووثائق تاريخية حقيقة الوضع التاريخي لهذه الأراضي التي تنتمي منذ القدم إلى المغرب.

وحسب السيد فاغنر، الذي كتب عدة مقالات وكتب حول نزاع الصحراء، فإن مطالب المغرب تتأسس على “حقوق تاريخية مشروعة” تؤكد الأحداث صحتها.

وفي هذا السياق، سجل أن القبائل الصحراوية ارتبطت على الدوام بعقد البيعة مع الملوك المغاربة كما يؤكد على ذلك الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.

وأكد المؤرخ والباحث أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب من أجل حل نهائي للنزاع المصطنع يعد “الطريق الوحيد الممكن” لوضع حد لمعاناة الساكنة المحتجزة في مخيمات تندوف، مسجلا أن المغرب وبتقديمه لهذه المبادرة التي حظيت بإشادة من الأمم المتحدة والقوى العالمية، يكون قد أوفى بالتزاماته وبرهن على حسن نيته من أجل تسوية نزاع إقليمي مفتعل.

كما ذكر فاغنر بأن العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية لحقوق الإنسان أدانت ونددت وفي مناسبات عديدة بالانتهاكات المتعددة والمتنوعة التي تذهب ضحيتها الساكنة المدنية المحتجزة في تندوف جنوب غرب الجزائر.

ويندرج حفل تقديم هذا الكتاب، الذي تميز بحضور العديد من الجامعيين والفاعلين الجمعويين والخبراء المغاربة والأجانب، في إطار المنتدى الدولي حول “الهجرة وتثمين الرأسمال اللامادي”، الذي افتتح أمس الجمعة بوجدة.

وتوخت هذه التظاهرة الدولية، التي نظمها مركز الرأسمال اللامادي بشراكة مع مجلس جهة الشرق، أن تشكل منصة لتبادل الأفكار والتداول بشأن القضايا المرتبطة بالهجرة والرأسمال اللامادي.