منطقة العروض الفنية “برودواي” تتلمس الطريق نحو المسرح مجددا بعد ضربات الجائحة

(نوفل النهاري)
نيو يورك – تضررت صناعة العروض الفنية والترفيهية بشدة في مدينة نيويورك من جراء التدابير المتصلة بجائحة (كوفيد-19)، السارية لأكثر من عام في هذه المدينة، وكان الوقع على مهنيي منطقة العروض الفنية “برودواي” واقتصاد المدينة التي تعتبر عاصمة المسرح في العالم سيئا للغاية.

وتكفي نزهة قصيرة عبر “منطقة الترفيه” (Entertainement District)، وهي منطقة مسارح حول ميدان “التايمز” الشهير ، والتي تعج في العادة بالزوار خلال عطلات نهاية الأسبوع، لنخرج بخلاصة عن تأثير الوباء على القطاع، حيث أغلقت المسارح، وغاب السياح والزوار عن هذه المنطقة الرمزية من “المدينة التي لا تنام” فصارت مدينة أشباح.

وبحسب “برودواي ليغ”، المنظمة التي تمثل مسارح ومنتجي منطقة الترفيه “برودواي”، حضر حوالي 14.8 مليون شخص عروض برودواي خلال موسم (2018-2019)، 65 في المائة منهم من خارج منطقة نيويورك الكبرى، و 19 في المائة من السياح الأجانب.

وتسهم هاته الصناعة كذلك في خلق حوالي 97 ألف وظيفة في مدينة نيويورك، والتي تعد أنشطتها الثقافية والترفيهية أساسية لنجاح الصناعة الفندقية في المدينة، بما في ذلك المطاعم.

وقد كانت الخسارة فادحة بالنسبة للمهنيين في هذا القطاع، واقتصاد المدينة بأكملها، التي شكلت بؤرة وباء (كوفيد-19) في الولايات المتحدة السنة الماضية، مع تسجيل الآلاف من الوفيات والإصابات.

لكن في ظل التقدم المحرز في حملة التلقيح ضد الفيروس ، وتحت تأثير الضغط الاقتصادي وضغط مهنيي القطاع ، يبدو أن المسؤولين المحليين في نيويورك يرغبون في طي صفحة الوباء والسماح بإعادة فتح منطقة العروض ببرودواي.

وكان عمدة المدينة بيل دي بلاثيو قد أعلن الأسبوع الماضي أن العروض المسرحية قد تُستأنف في شتنبر المقبل، وأنه يعتزم تيسير تحقيق هذا الهدف.وقال في مؤتمر صحفي “برودواي يجب أن تعود وسنبذل قصارى جهدنا لإعادة الحياة لبرودواي”.

وتعهد العمدة بأن تساعد المدينة على تمهيد الطريق لإعادة فتح المسارح من خلال سلسلة من التدابير الصحية، بما في ذلك إنشاء موقع للتلقيح ضد وباء كوفيد-19 في قلب منطقة العروض الفنية والذي سيخصص للعاملين في القطاع، بالإضافة إلى إنشاء وحدة متنقلة لتلقيح مهنيي المسرح خارج برودواي، وإنشاء مواقع فحص قريبة ، فضلا عن بلورة خطط إدارة الحشود قبل العروض وبعدها، ذلك أن العديد من مسارح برودواي تقع في شوارع وأزقة ضيقة لا تسمح بالتباعد الاجتماعي.

وقال دي بلاثيو: ” يتعين علينا إرساء أسس عودة قوية لبرودواي. أسرة المسرح في حاجة ماسة لذلك، ومدينتنا أيضا. إنه جزء من هويتنا”.

وكان حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو قد أعلن في مطلع مارس أن المواقع المخصصة للأنشطة الفنية والترفيهية قد تعيد فتح أبوابها في 2 أبريل بنسبة 33 في المائة من طاقتها الاستيعابية، وبعدد أقصاه 100 شخص في الداخل أو 200 شخص في الخارج ، مع إمكانية السماح باستقبال أعداد أكبر إذا أدلى الزبناء باختبار سلبي للكشف عن فيروس كورونا.

غير أن منتجي برودواي اعتبروا أنه من غير المجدي اقتصاديا تقديم إنتاجات تجارية بطاقة استيعابية محدودة.

ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، فإنه على الرغم من احتمال إقامة فعاليات خاصة في المسارح خلال فصلي الربيع والصيف ، فمن المستبعد برمجة المسرحيات والعروض المسرحية الموسيقية على نطاق واسع قبل حلول فصل الخريف.