مؤسسة محمد الخامس للتضامن.. مواكبة حثيثة لورش النهوض بأداء القطاع السياحي بالمملكة

تمارة- جعلت مؤسسة محمد الخامس للتضامن من التكوين المؤهل آلية محورية لتنزيل مقاربتها القائمة على ضمان اندماج سوسيو-مهني ميسر للفئات المستهدفة، وخاصة منها فئة الشباب حيث دأبت المؤسسة على إحداث مراكز تكوين مهني متعددة لفائدتها في مختلف التخصصات، بما فيها المراكز المتخصصة في مهن الفندقة والسياحة والتي تسعى من خلالها إلى تكريس إلى مواكبتها الحثيثة ل (رؤية 2020) التي تشكل قطب الرحى في ورش النهوض بأداء القطاع السياحي بالمملكة.

وفي هذا الإطار يندرج مركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة ،الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس عاهل المملكة الإسبانية، على تدشينه، اليوم الثلاثاء بحي كيش لوداية بتمارة، والذي يعد بمثابة مؤسسة قطاعية ستمكن من تيسير الاندماج السوسيو-مهني للشباب ومواكبة حاجيات البنيات السياحية بالمنطقة من الموارد البشرية المؤهلة.
ويشكل إحداث هذا المركز الجديد تجسيدا جديدا لانخراط مؤسسة محمد الخامس للتضامن في مواكبة جميع الأوراش الرامية إلى النهوض بإدماج العنصر البشري، وخاصة فئة الشباب، في المسلسل التنموي ومواكبة مختلف الأوراش التي أطلقتها المملكة، بما يمكن من تعزيز دور هذه الفئة في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية التي يشكل القطاع السياحي إحدى حلقاتها الأساسية.
ويعكس تدشين جلالة الملك لهذا المركز حرص وعزم جلالة الملك على مواصلة مسلسل تطوير القطاع السياحي وتسريع وتيرة تنفيذ مختلف المشاريع والبرامج الرامية إلى الرقي بأدائه، في أفق تعزيز موقع المغرب ضمن خارطة الوجهات السياحية المفضلة على المستوى العالمي وتحقيق أهداف رؤية 2020 السياحية التي تروم ، بالأساس ، جعل المغرب ضمن الوجهات السياحية ال20 الأولى على المستوى العالمي.
وقد عبر جلالة الملك عن هذا الحرص على تطوير هذا القطاع في مناسبات عدة لاسيما في الخطاب السامي الذي وجهه جلالته إلى الأمة بمناسبة الذكرى الرابعة عشر لاعتلائه العرش والذي أكد فيه جلالته أنه “وبرغم الأزمة المالية العالمية فإن القطاع السياحي في المغرب استطاع أن يحمي نفسه من تداعياتها السلبية بفضل الجهود والمبادرات التي سهرنا على تفعيلها خلال السنوات الأخيرة. ومن شأن ذلك أن يحفز جميع الشركاء والفاعلين، في هذا القطاع، من أجل تحقيق رؤية 2020”.
كما يعكس تدشين جلالة الملك لهذا المركز ، الذي أنجزته مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته لمجال التكوين وحرص جلالته الراسخ على تمكين الشباب من الولوج لتكوينات جيدة في مختلف المجالات بما من شأنه تحفيز الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.
وينضاف مركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة بتمارة إلى مراكز مماثلة تسعى المؤسسة من خلالها إلى النهوض بالتكوين في مهن الفندقة والسياحة، من قبيل مركز تكوين النساء والشابات في مهن الخدمات الفندقية الذي أشرف جلالة الملك ، في أكتوبر المنصرم بأرفود، على وضع الحجر الأساس لبنائه والذي تنجزه المؤسسة بغلاف مالي إجمالي قدره 2 ملايين درهم بهدف تمكين المستفيدات من تأهيل مهني يتلاءم مع الواقع السوسيو- اقتصادي للقطاع السياحي ولحاجياته من الموارد البشرية المؤهلة.
ويذكر أن المغرب يسعى إلى تطوير أداء قطاع السياحة من خلال “رؤية 2020” التي تقتضي تحقيق أهدافها تطوير ومراجعة منظومة التكوين بالتركيز على الجودة دون إغفال البعد الكمي.
وحسب الوزارة الوصية فإن “رؤية 2020” تتضمن مخططا لتثمين الرأسمال البشري وجودة التكوين ينص على اعتماد مجموعة من التدابير من بينها، على المستوى الكمي، ضرورة تكوين 130 ألف شاب في إطار هذا الورش، مما يستلزم توحيد الجهود بين جميع الشركاء القائمين على التكوين السياحي والفندقي.
أما على المستوى الكيفي، ومن أجل مواكبة التطور على المستوى الجهوي، فإن “رؤية 2020” تسعى إلى تعديل منظومة التكوين حسب حاجيات كل مجال ترابي سياحي فيما يتعلق بالشعب ومستويات التكوين مع اعتماد معيار الجودة، وذلك من خلال اعتماد تدابير تهم تعزيز جودة الخدمات والمهارات الشخصية والمهنية وإتقان اللغات الأجنبية وتطوير التكوين في مجال التدبير، وكذا التكيف مع تطورات القطاع السياحي وتنويع عرضه.
وهكذا، فإن إحداث مراكز التكوين في مهن الفندقة والسياحة سيعطي دفعة قوية لمسلسل التكوين الذي يراهن عليه المغرب لتخريج شباب مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في التنمية المحلية، ومن ثم الرقي بقطاع السياحة ودعم طاقاته البشرية في أفق تعزيز قدرته التنافسية.
كما سيمكن إحداث هذه المراكز من المساهمة في تحقيق الأهداف الرئيسية لرؤية 2020 السياحية الرامية بالأساس إلى مضاعفة حجم القطاع السياحي من خلال إحداث ست وجهات سياحية جديدة وتوفير 200 ألف سرير سياحي جديد في مختلف ربوع المملكة، ومضاعفة عدد السياح الوافدين إلى المملكة مرتين وعدد المسافرين الدوليين ثلاث مرات، وكذا رفع العائدات السياحية إلى 140 مليار درهم في أفق سنة 2020.