لجنة القدس: ترسيخ آخر لنجاعة الدبلوماسية الملكية لصالح القدس الشريف

مراكش – شكلت الدورة العشرون للجنة القدس، التي انعقدت يومي 17و18 يناير بمراكش، فرصة جديدة لإبراز نجاعة الدبلوماسية الملكية الموجهة للدفاع عن القدس الشريف.وشكلت هذه الدبلوماسية الملكية، التي تنبني على مقاربة منسجمة وإرادية في خدمة مدينة القدس وساكنتها، موضوع إشادة من طرف أعضاء اللجنة إضافة إلى ممثلي الأعضاء الأكثر تأثيرا في المجتمع الدولي، لاسيما منظمة الأمم المتحدة والأعضاء الخمسة الدائمون بمجلس الأمن، الذين حضروا أشغال دورة اللجنة بمراكش.

وهكذا، أعربت الحكومة الأمريكية، على لسان مبعوثها الخاص لدى منظمة التعاون الإسلامي، عن تقديرها لالتزام جلالة الملك لصالح حماية الإرث الديني والحضاري لمدينة القدس الشريف.

ويعتبر ذلك اعترافا بالعمل الدؤوب لملك جعل من قضية القدس الشريف قضيته، وتعبيرا عن المكانة البارزة التي يحتلها المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، باعتباره فاعلا أساسيا في المنتظم الدولي.

وكانت هذه الدورة مناسبة أيضا لإبراز توجه المغرب باعتباره أرضا للسلام والتعايش، وهو الطابع الذي يجعل المغرب قادرا على لعب دوره كاملا في التقارب بين الشعوب.

وهذا الطابع بالذات هو ذلك الذي أكد عليه المبعوث الخاص للمملكة المتحدة لمسلسل السلام في الشرق الأوسط فانسان فين، حيث لم يفته أن ينوه بجو التعايش والتسامح بين أتباع الأديان السماوية الثلاثة بالمغرب، “وهو ما نحتاجه في فلسطين والقدس” الذي يتسم الوضع فيها بالتدهور.

وهكذا جاءت الدورة العشرون للجنة القدس لتعطي كامل العمق للدبلوماسية الملكية في ملف القدس الشريف، وهي الدبلوماسية التي تتميز بتعدد المبادرات لدى المنظمات الدولية والقوى الكبرى من أجل الدفاع عن مدينة القدس.

ويتعلق الأمر بجهد حثيث ومبادرات ممتدة في الزمن لحفظ المكانة التي تحظى بها القدس في العالم العربي والإسلامي، باعتبارها القضية الأولى للأمة.

وقد وجدت الدبلوماسية الملكية صدى لدى منظمة الأمم المتحدة التي أكد أمينها العام بان كي مون أن “أي اجراء قانوني أو إداري تتخذه اسرائيل بغرض تغيير طابع ووضع المدينة المقدسة لا يكتسي أي شرعية قانونية”.

وبذلك تكون القرارات التي تمخضت عن أشغال الدورة العشرين للجنة القدس قد أبرزت أن المقاربة الملكية لقضية القدس، التي تحترم المبادئ المؤسسة، والناجعة في تفعيلها على مستوى المضمون والصرامة والقابلية للتقييم، تفرض نفسها كدبلوماسية لا غنى عنها في كفاح الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
(بقلم : عبد الغني عويفية )