لبنان .. النفايات تتكدس بشوارع بيروت في انتظار حل “سياسي يبدو مؤجلا” إلى حين توافق الفرقاء

بيروت- أزمة النفايات بلبنان ليست جديدة، بل هي مطروحة منذ وقت طويل، خاصة بعد الدعوات التي توالت لإغلاق أكبر مطمر لها بمنطقة الناعمة، بعدما لم يعد يتحمل مزيدا منها، إلا أن إغلاق المطمر “فجأة” الأسبوع الماضي، وانتهاء عقدة الشركة المكلفة بجمعها، دون التوصل إلى حل بديل، أدى إلى تكدس النفايات بالشوارع.

وغرقت شوارع بيروت بالنفايات ما أدى إلى تعالي أصوات محذرة من مغبة هذا التكدس وما قد يؤدي إليه من أضرار بيئية وأمراض قاتلة.

ويعود أصل هذا المشكل إلى أن مطمر “الناعمة”، الذي بدأ العمل به سنة 1997، وهو المطمر الرئيسي الذي تطمر فيه نفايات بلديات عديدة منها بلدية بيرو، تجاوز مدته الزمنية الافتراضية، إذ كانت خطة تجهيزه تقضي بطمر زهاء مليوني طن نفايات خلال عشر سنوات، أي نحو 200 ألف طن سنويا، إلا أنه تجاوز تلك الكميات بكثير، حسب عدد من الخبراء.

وعلى إثر ذلك، تعالت الأصوات، خاصة من قبل ساكنة منطقة الناعمة، داعية إلى إغلاق المطمر لما يتسبب فيه من أضرار بيئية وصحية، وذلك بسبب تفاعل النفايات العضوية التي يستقبلها مع باقي النفايات ما يؤدي إلى إنتاج وانبعاث غازات سامة.

ولهذا الغرض، شكل سكان الناعمة “هيئة” تابعت هذا الملف، ورفضت تمديد مدة اشتغال المطمر ومنع دخول شاحنات النفايات التابعة لشركة “سوكلين” المكلفة بالجمع، والتي انتهت مدة عقدتها أيضا.

وأمام هذا الوضع، ينتظر اللبنانيون حلا يبدو، وككل شيء في لبنان، رهينا ب”توافقات السياسيين”، الذين ينتظرون مجلس الوزراء الذي سينعقد الخميس المقبل للبث في الموضوع.

وفي انتظار ذلك، ليس أمام وزير البيئة، محمد المشنوق، سوى دعوة القيادات السياسية واتحادات المجالس البلدية والمجتمع المدني إلى “التعاون والوقوف إلى جانب تطبيق الخطة الوطنية لمعالجة النفايات الصلبة”.

وذكر الوزير أن الحكومة سبق وأن سعت إلى إعداد خطة وطنية لمعالجة النفايات الصلبة، كما سعت إلى إقامة نظام يعتمد “اللامركزية” على مستوى المحافظات، ويحدد ست مناطق خدماتية، تتولى فيها شركات، يتم اختيارها من خلال مناقصات، تجميع النفايات.

وأشار المشنوق، في تصريحات صحفية، إلى أن هناك مناقصات وعروضا في خمس مناطق، بينما ظلت منطقة العاصمة بيروت وضاحيتيها (الشمالية والجنوبية) دون عروض، مما حتم إجراء دورة أخرى للمناقصة في هذه المنطقة يتم الانتهاء منها خلال أسبوعين.

وبما أن المناقصات، وفق الوزير، تتطلب “حلا انتقاليا يؤمن النظافة لجميع اللبنانيين دون استثناء”، فإن شركة “سوكلين” (انتهى عقدها في 17 يوليوز الجاري) ستقوم، مؤقتا، بالعمليات التي تتولاها في خدمة المناطق في العاصمة وجبل لبنان بصورة يومية تشمل الكنس والجمع والنقل والمعالجة، باستثناء عملية الطمر إذ يتوجب على البلديات واتحاداتها تأمين مطمر للنفايات المعالجة والموضبة.

وتطالب فعاليات سياسية بمعالجة أزمة النفايات “وطنيا” وليس “مناطقيا” على اعتبار أن كل منطقة ترفض أن تطمر النفايات على ترابها، وهو ما يستدعي من الحكومة “تأمين أماكن الطمر وشروط إقامتها وتحديد طرق ووسائل المعالجة على أساس “مقاربة وطنية” تقوم على التكامل والتشارك بين جميع المناطق.

وفي تعليق على تكدس النفايات، قال وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، إن “ملف النفايات وضع على طاولة المواطنين في بيوتهم، وإذا أحجمت الحكومة عن وضع الملف على طاولتها فستكون الحكومة مصابة بداء الإنكار ولا أظن أنها ستفعل ذلك”.

-(مراسل الوكالة ببيروت عبد الله البشواري) –