روسيا تستعد لاحتضان دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الأولى بسوتشي وسط مخاوف أمنية

( إعداد : رضا السقاط )

موسكو- تستعد روسيا لاحتضان دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الأولى “سوتشي 2014” التي ستطلق في السابع من الشهر المقبل، وسط مخاوف أمنية، عقب الاعتداءين الإرهابيين اللذين شهدتهما مؤخرا مدينة فولغوغراد، والتي قد يكون الهدف منهما، حسب المراقبين، إشاعة مناخ من الرعب في البلاد قبل بدء الأولمبياد الشتوي.

فمع بدء العد التنازلي لانطلاق الألعاب، يؤكد القائمون على تنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي، بأن هذه الهجمات الإرهابية لن تؤثر على الإطلاق على الأولمبياد، حيث تم وضع المنافذ البرية والبحرية والجوية تحت مراقبة أمنية مشددة، كما هو الحال بالنسبة لجميع المنشآت الأولمبية.

وتعمل اللجنة المنظمة لهذه التظاهرة الرياضية الأولمبية، على قدم وساق من أجل تسليم جميع المنشآت للجنة الأولمبية الدولية في الوقت المحدد لها، حيث يؤكد القائمون على الاستعدادات أن الزمن المتبقي كاف لتسليم جميع البنيات التحتية.

ومن المتوقع أن تسجل الألعاب الأولمبية في سوتشي أرقاما قياسية في عدد المشاركين، حيث سيصل إلى شاطئ البحر الأسود ما يناهز ستة آلاف رياضي ورياضية ينتمون إلى 80 بلدا، سيتنافسون على 98 ميدالية.

وفاقت الميزانية المخصصة لهذا الملتقى الرياضي الدولي 50 مليار دولار، حيث تركزت النفقات الأساسية على تنمية البنية التحتية وقطاع المواصلات في المدينة ومحيطها، مع العلم أن عملية التشييد انطلقت من الصفر على عكس الألعاب السابقة التي أقيمت في المدن التي تتوفر على بنية تحتية رياضية.

وأكد رئيس لجنة التحضير للألعاب الأولمبية الشتوية “سوتشي – 2014” دميتري تشيرنيشينكو، استعداد المدينة الروسية، التي تقع على ضفاف البحر الأسود، لاستقبال الرياضيين من كل أنحاء العالم تمهيدا لانطلاق الألعاب الأولمبية، مضيفا أن المركز الإعلامي بدأ عمله منذ الثلاثاء 7 يناير لاستقبال 2000 إعلامي.

وكان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، قد وصف خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا المنشآت الأولمبية في مدينة سوتشي بالفريدة من نوعها، موضحا أن الدورة الأولمبية سوتشي 2014 ستفتح في هذه المدينة الروسية صفحة جديدة لامعة في تاريخ الحركة الأولمبية، وأن تلك المنشآت ستتيح فرصا رائعة لجميع الرياضيين.

وقال رئيس اللجنة الأولمبية، الذي شارك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في افتتاح محطة للسكك الحديدية الجديدة في أدلير بضواحي سوتشي، “ننتظر بفارغ الصبر مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية سوتشي 2014، التي ستنطلق فعالياتها يوم 7 و تستمر إلى غاية 23 فبرايرالمقبل، ونحن واثقون بأن تقام الدورة على المستوى الممتاز”، معربا عن قناعته بأن يصبح أولمبياد سوتشي الشتوي فريدا من نوعه .

ومن جهته ثمن جان كلود كيلي رئيس لجنة التنسيق في اللجنة الأولمبية الدولية، عاليا العمل، الذي قامت به روسيا في مجال التحضير والاستعداد للألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي 2014. وقال في تصريحات صحفية إن ” ما قامت روسيا بتشييده في سوتشي خلال سبعة سنوات، نفذته فرنسا خلال مئة سنة في منتجعات الآلب”.

وأضاف جان كلود كيلي”أعتقد أن الذهول سيصيب الرياضيين، الذين سيشاركون في الألعاب الأولمبية الشتوية ،لأن البنى التحتية عصرية ومريحة جدا”، موضحا “أنه من الممكن التوجه من القرية الأولمبية إلى مكان المنافسات والمسابقات مشيا على الأقدام أو بواسطة التزحلق على الجليد” .

ومع اقتراب موعد انطلاق الأولمبياد الشتوي 2014 ، أجرى الرئيس فلاديمير بوتين تعديلات على مرسومه السابق المتعلق بتشديد الإجراءات الأمنية في المدينة ومحيطها، حيث تسمح هذه التعديلات بتنظيم مظاهرات وتجمعات جماهيرية أثناء الأولمبياد في ساحات مخصصة لذلك بعد أخذ موافقة سلطات المدينة وأجهزة الأمن الفدرالية، حيث سيمكن هذا القرار من صون حريات المواطنين، من دون أن يمس بأمن الرياضيين وضيوف الأولمبياد.

وسينظم حفل أولمبياد سوتشي على ملعب “فيشت” الأولمبي، ويستمر لحوالي ثلاث ساعات بمشاركة ثلاثة آلاف من المواهب الشابة في مجالات الرقص والغناء والألعاب البهلوانية.

يشار إلى أن مدينة سوتشي حظيت بشرف احتضان الدورة الأولمبية الشتوية بفضل تمركز بنياتها الرياضية في مجمع أولمبي موحد، حيث تعهدت اللجنة الأولمبية بأن يستغرق انتقال الرياضيين، الذين سيقيمون على شاطئ البحر الأسود، إلى ملاعبهم سيرا على الأقدام 10 دقائق.