حفل بباماكو على شرف المجموعة الأولى من الأئمة الماليين المتوجهين للمغرب من أجل التكوين

باماكو – تم مساء أمس السبت بدار المغرب في باماكو تنظيم حفل على شرف المجموعة الأولى من الأئمة الماليين الذين تم اختيارهم للشروع في تكوين على مدى سنتين في إطار تنفيذ المبادرة الملكية التي تتعلق بتكوين 500 إمام مالي في المغرب.
وجرى هذا الحفل، الذي نظم غداة توجه هذه المجموعة الأولى من الأئمة إلى المغرب، بحضور سفير المغرب في مالي، حسن الناصري، والوزير الأمين العام للرئاسة المالية، توماني دجيمي ديالو، وكذا مسؤولين ماليين بوزارات الشؤون الدينية والإدارة الترابية ورجال دين من مالي وممثلين للجالية المغربية المقيمة في هذا البلد.
وخلال هذا اللقاء، تم إبراز الحمولة الرمزية القوية لهذه المبادرة الملكية التي تعكس عمق العلاقات الروحية والعريقة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
وبهذه المناسبة، أشاد السيد الناصري بانعقاد “هذا الحدث التاريخي” في أفق تكريس الاتفاق الموقع، قبل أقل من شهرين في باماكو، تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الدولة المالي ، إبراهيم بوباكار كيتا، من أجل تكوين أئمة ماليين في المغرب، معتبرا أن من شأن هذه المبادرة أن تساهم أكثر في تمتين العلاقات بين البلدين.
وهنأ السيد الناصري أعضاء المجموعة الأولى من الأئمة الذين تم اختيارهم برسم برنامج التكوين هذا، معربا عن الأمل في أن “يساهم هؤلاء الأئمة في إحياء الروابط العريقة الثقافية والحضارية والروحية التي ربطت بين البلدين منذ زمن بعيد”.
وأكد الديبلوماسي المغربي أن الأئمة الماليين الذين سيتوجهون إلى المغرب سيحظون “باهتمام ومواكبة خاصين طبقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، أمير المؤمنين”، متمنيا لهؤلاء الأئمة “إقامة طيبة في بلدهم الثاني، المغرب”.
وأشاد السيد تونامي دجيمي ديالو، من جانبه، بعمق العلاقات بين البلدين اللذين يربط بينهما تاريخ مشترك، مشيرا إلى أنه “ليس من الممكن إثارة تاريخ المغرب دون الحديث عن مالي، وبالطريقة نفسها، لا يمكن الحديث عن مالي دون الإشارة إلى المغرب”.
ووجه السيد ديالو الحديث للأئمة الماليين الذين سيتوجهون إلى المغرب لبدء التكوين، قائلا “أنتم قادمون من بلد كبير هو مالي، ومتوجهون إلى بلد كبير هو المغرب”.
وهنأ السيد ديالو، بالمناسبة، أفراد هذه المجموعة الأولى من الأئمة الماليين على الثقة التي وضعت فيهم، داعيا إياهم إلى انتهاز فرصة تكوينهم في المغرب من أجل تعزيز معارفهم في قيم التسامح والانفتاح والسلام.
وقال “إسلامنا هو دين التسامح والسلام والانفتاح على الآخر والمعاصر بشكل كبير، وهذا هو الإسلام الذي نود أن نراه يتعزز في ما بيننا وهذا هو ما أنتم مكلفون بالذهاب للبحث عنه في المغرب”.
واستغل رجال الدين الماليون هذه المناسبة للإعراب عن امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للاهتمام الملكي بتكوين أئمة ماليين، مع الإشادة بالمكانة الروحية لصاحب الجلالة، ومبادراته الإنسانية لصالح الشعب المالي، وكذا الجهود التي يبذلها جلالته من أجل نشر التعاليم النبيلة للإسلام.
وفي ختام هذا اللقاء، رفع الحضور أكف الضراعة للعلي القدير أن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، وسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة.