جهة العيون..أوراش مهيكلة ومشاريع سوسيو- اقتصادية مواكبة
(إعداد .. التهامي العم)
العيون – شهدت جهة العيون- بوجدور- الساقية الحمراء خلال السنوات الأخيرة إنجاز عدة أوراش مهيكلة، ضمن الأوراش التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين ، بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ومشاريع اقتصادية واجتماعية تواكب حاجيات الساكنة وتطلعاتها اليومية.
ومكنت هذه المنجزات التنموية على مستوى الجهة من الرقي بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لساكنتها، وذلك من خلال تدعيم البنيات والتجهيزات الأساسية وإنشاء المقاولات والاهتمام بالمجال البيئي وبالعنصر البشري الذي يعتبر ركيزة أي تنمية.
وبفضل هذه المنجزات التي مست مختلف الميادين أضحت جهة العيون- بوجدور-الساقية الحمراء من بين جهات المملكة التي سجل فيها معدل الفقر مستويات أدنى مما هو عليه على المستوى الوطني، حسبما أفادت به معطيات للمندوبية السامية للتخطيط، بحيث تحققت هذه المؤشرات الإيجابية بفضل العناية التي ما فتئ يوليها جلالة الملك لهذه الربوع من المملكة.
ومن بين أهم المشاريع التي تم إنجازها على مستوى الجهة عصرنة وتطوير الموانئ ، وإطلاق مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتأهيل القطاعات الإنتاجية ، وحماية القطيع والتخفيف من آثار الجفاف.
فبخصوص قطاع الصيد البحري، تم تعزيز التجهيزات التحتية لموانئ المرسى وطرفاية وبوجدور بالعديد من المنشآت الجديدة الهادفة إلى إعطاء دفعة قوية للنشاط الاقتصادي بالمنطقة واستثمار مؤهلاتها.
وفي هذا الإطار، تمت توسعة ميناء العيون الذي يعد قطبا للنمو الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة، بتكليفة بلغت 280 مليون درهم خصص منها 220 مليون درهم لإنجاز مجموعة من البنيات التحتية و60 مليون درهم للتجهيزات المينائية.
ومكن هذا المشروع من تحسين ظروف استقبال سفن الصيد والمساهمة في إعداد التراب الجهوي من خلال تنمية المراكز الاجتماعية والاقتصادية حول الميناء، فضلا عن تنمية أسطول الصيد البحري والرفع من كمية الأسماك المفرغة وخلق فرص الشغل.
كما عرف ميناء العيون إنجاز سوق للسمك في إطار مخطط التهيئة الاستراتيجي الذي كان المكتب الوطني للصيد قد وضعه بالنسبة للفترة الممتدة من 2006 إلى2010 ، وهو ما ساهم في تطوير منتوجات البحر إلى جانب إعطاء دينامية أفضل للنسيج الاقتصادي والاجتماعي الجهوي.
وبميناء بوجدور، تفيد معطيات إحصائية لمندوبية الصيد البحري ببوجدور بأن أسطول الصيد المسجل بالمندوبية انتقل من 1483 قاربا سنة 2000 إلى 1700 قارب سنة 2005 موزعة على ثمانية مراكز ، وذلك بفضل تعزيز التجهيزات التحتية لهذا الميناء.
ويتمحور الصيد البحري بالمنطقة الجنوبية للمملكة حول السمك الأبيض والأخطبوط، وسيتم تطوير استغلال المخزون المتمركز بين بوجدور والكويرة، الذي يقدر بمليون طن سنويا، بما يمكن من مضاعفة الإنتاج في هذا القطاع خلال السنوات المقبلة.
أما مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فقد مكنت الجهة في مرحلتها الأولى (ما بين 2005 و 2012)، من استثمار ما يناهز 296 مليون و 434 ألف و 722 درهم في مختلف المشاريع.
وتوضح معطيات حول “حصيلة منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2005-2012″، بكل من أقاليم العيون وبوجدور وطرفاية، أن هذه الاستثمارات خصصت لتمويل 698 مشروعا تتعلق ببرامج محاربة الفقر بالعالم القروي والإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري ومحاربة الهشاشة والتهميش وتمويل البرنامج الأفقي على مستوى هذه الأقاليم.
وفي مجال تنمية القطاع الفلاحي، عملت الدولة خلال السنوات الأخيرة على وضع برنامج سنوي يتعلق بحماية وإغاثة الماشية من آثار الجفاف في الجهة بتكلفة سنوية تبلغ أزيد من 45 مليون درهم يتم من خلالها دعم مواد الشعير والأعلاف المركبة والنقل وتجهيز وتهيئة نقاط الماء.
وتم اعتماد مخطط لتنمية الإبل بالجهة، الذي تقدر تكلفته المالية بأزيد من 198 مليون درهم خلال الفترة الممتدة ما بين 2011 و 2020، يهدف إلى تنظيم قطاع الإبل في إطار تعاونيات وجمعيات وتحسين مداخيل المربين وتثمين الألبان واللحوم والتحول الجزئي من النمط الرعوي الى النمط شبه المستقر، والحفاظ على هذا الموروث الثقافي والاجتماعي وجعله مواكبا للتطورات العصرية.
ويتوخى هذا المخطط، في الجانب المتعلق ب”سلسلة اللحوم “، دعم الجمعية الجهوية لمربي الإبل وإنشاء عشر تجمعات لفائدة المربين وترقيم 90 ألف رأس من الإبل ، وإعداد المخطط المديري لتهيئة المراعي، وإحداث وتجهيز 120 نقطة مائية بالمراعي واقتناء عشر شاحنات صهريجية لتوريد الماشية ودعم وحدات التسمين.
أما على مستوى حماية الموارد المائية والاهتمام بالمجال البيئي، فقد عملت وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء وواد الذهب على إنجاز مشاريع هامة تروم تدبير الطلب على الماء وتثمينه من خلال مشاريع شملت، على الخصوص، تحلية المياه الأجاجة بإقليم طرفاية بكلفة تصل إلى 500 ألف درهم ، ودراسة إعادة استعمال المياه العادمة بعد تنقيتها لسقي المساحات الخضراء والترفيهية بإقليم بوجدور بمبلغ 500 ألف درهم ، وكذا تدبير وتنمية العرض من خلال أشغال إنجاز أثقاب استكشافية بأقاليم العيون وبوجدور وطرفاية.
وشمل برنامج عمل الوكالة أيضا الحماية والحفاظ على الموارد المائية والوسط الطبيعي والمناطق الهشة ، وكذا الحد من التأثيرات السلبية للعوامل الطبيعية والتأقلم مع التغيرات المناخية.
وبخصوص المشاريع البيئية، تم، على مستوى الجهة، إنجاز مشاريع في إطار برنامج العمل الوطني لمحاربة التصحر الذي تم اعتماده منذ سنة 2001 ، والذي يرتكز على التخفيف من آثار الجفاف ومحاربة الفقر والمحافظة على الموارد الطبيعية والتنمية القروية المندمجة، كما استفادت الجهة من برامج مماثلة شملت محاربة زحف الرمال وتحسين المراعي وخلق أحزمة خضراء والمحافظة على المياه والتربة وتثمين التنوع البيولوجي.
وتشير معطيات للمديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجنوب إلى أنه تم، من خلال هذه البرامج، تخليف 2700 هكتار من شجر الطلح منذ سنة 2005 ، ومحاربة زحف الرمال من خلال تثبيت الكثبان الرملية على مساحة 700 هكتار ، وخلق أحزمة خضراء حول المدن الكبرى والتجمعات السكنية على مساحة 720 هكتار ، فضلا عن إنجاز مشاريع تروم تثمين التنوع البيولوجي والمحافظة عليه.
وفي مجال التأهيل الحضري، عرفت جهة العيون على غرار باقي جهات المملكة استثمارات كبيرة تم إنجازها من قبل العديد من المتدخلين تهدف إلى تعزيز البنيات العمرانية وتوفير السكن اللائق للمواطنين.
وفي هذا السياق، بلغ الغلاف المالي لأهم الاستثمارات المدرجة في إطار اتفاقيات بين مجلس جهة العيون- بوجدور – الساقية الحمراء ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أقاليم الجنوب بالمملكة وشركاء آخرين حوالي 1 مليار و117 مليون و670 ألف درهم ، وذلك خلال الفترة ما بين 2010 و2014. وساهمت الوكالة فيها بأزيد من 407 مليون درهم والمجلس الجهوي بمبلغ 164 مليون درهم فيما ساهم الشركاء الآخرون بأزيد من 546 مليون درهم.
وتوضح بيانات حول وضعية المشاريع المنجزة في إطار هذه الاتفاقيات أنه تم تخصيص اتفاقية شراكة من أجل تمويل وإنجاز برنامج التنمية الحضرية لمدينة العيون 2010- 2014 بمبلغ 455 مليون درهم ، واتفاقية من أجل تمويل وإنجاز برنامج تأهيل البنيات التحتية الرياضية لمدينة العيون بمبلغ 95 مليون و674 ألف درهم ، واتفاقية من أجل تمويل وإنجاز برنامج تأهيل جماعة فم الواد بتكلفة مالية تصل إلى 110 مليون درهم.
كما تتضمن هذه الاتفاقيات التنموية برنامج التأهيل الحضري لمدينة طرفاية بمبلغ 195مليون درهم ، وإنجاز برنامج تأهيل البنيات التحتية بمدينة بوجدور بمبلغ 108 مليون درهم.
وساهمت هذه المشاريع التنموية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي خلقت فرصا عديدة في الشغل، في تعزيز البنية التحتية وإنشاء وتأهيل مراكز اجتماعية وصحية ودعم أنشطة مدرة للدخل وتسهيل الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الاجتماعية الأساسية والتنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي ودعم الكفاءات المحلية.
وإذا كانت المشاريع المهيكلة التي تم إطلاقها بالأقاليم الجنوبية للمملكة قد حققت المبتغى، فإن المملكة، وحرصا منها على ضمان فرص الشغل لفائدة الشباب ومواكبة النمو الديمغرافي لساكنة الأقاليم الجنوبية، قامت بإعداد نموذج تنموي جديد بالأقاليم الجنوبية يهدف إلى تعزيز المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية ويتجاوز كل الاكراهات الراهنة.
اقرأ أيضا
مراكش .. البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية (مناظرة)
أكد المشاركون في المناظرة الجهوية الإفريقية الخامسة للجنة الدولية للري والصرف، اليوم الأربعاء بمراكش، أن البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية، وذلك بالرغم من كونها الأقل إصدارا للغازات الدفيئة.
التنمية المستدامة .. إبرام اتفاقية شراكة بين وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية
أبرمت وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية اتفاقية شراكة تهدف إلى تقديم الدعم الفني لدمج تدابير النجاعة الطاقية وتحقيق اقتصاد طاقي بالمباني وبأسطول النقل الخاص بالوزارة.
البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” (الدورة 12)..التعادل السلبي يحسم المواجهة بين المغرب الفاسي و ضيفه الجيش الملكي
حسم التعادل السلبي ،صفر لمثله ،المباراة التي جمعت فريق المغرب الرياضي الفاسي وضيفه الجيش الملكي ، مساء اليوم الاربعاء على أرضية المركب الرياضي بفاس برسم الدورة 12 من البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” لكرة القدم.