بناء طريق الوحدة .. استحضار لأجواء الحماس والتعبئة الشاملة للشعب المغربي غداة الاستقلال من أجل بناء الدولة الحديثة

الرباط – يخلد الشعب المغربي، وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير، اليوم الجمعة، الذكرى ال 56 لإعطاء انطلاقة أشغال بناء “طريق الوحدة” التي شكلت حدثا هاما غداة حصول المغرب على استقلاله، ومظهرا من مظاهر الجهاد الأكبر الذي أعلنه جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه عند عودته من المنفى.

كما يجسد بناء هذه الطريق مظهرا من مظاهر الالتحام الوثيق بين العرش والشعب، وورشا للعمل التطوعي على درب البناء والنماء غداة الاستقلال، وكانت إنجازا باهرا حطم الحدود المصطنعة وربط بين شمال الوطن وجنوبه.

وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأنه في يوم 15 يونيو 1957، وجه الملك الراحل محمد الخامس من مدينة مراكش نداء ساميا توجيهيا إلى الشباب المغربي لاستنهاض هممه من أجل التطوع في إنجاز مشروع وطني كبير يهدف إلى ربط شمال المملكة بجنوبها حيث قال جلالته “إن من بين المشاريع التي عزمنا على إنجازها لتدعيم التوحيد الحاصل بين منطقتي الوطن شماله وجنوبه إنشاء طريق بين تاونات وكتامة تخترق ما كان من قبل حدا فاصلا بين جزأي الوطن الموحد، وذلك ما حدا بنا إلى أن نطلق عليه اسم طريق الوحدة”.

وبنفس المناسبة، زف جلالة المغفور له محمد الخامس بشرى تطوع ولي العهد آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني، للمشاركة في هذا المشروع حيث قال “وإن ولي عهد مملكتنا الحسن أصلحه الله قد سجل اسمه أول متطوع جريا على مألوف عادته في تجنيد نفسه دائما لخدمة المصالح العليا للشعب والوقوف بجانب العاملين من أجل سعادته ورفاهيته”.