النيجر أمام المعادلة الصعبة لمواجهة التحديات الأمنية وتعزيز التنمية

بقلم : عز الدين القاضي

نيامي , – تواجه دولة النيجر تحديات جمة أبرزها التهديدات الإرهابية والمنظمات الإجرامية ، ومشاكل تغير المناخ ، والضغط السكاني ، والتنمية البشرية المتراجعة لكن مع ذلك فقد ظلت خلال العام 2013 جزيرة للسلام نسبيا في منطقة مشتعلة.
ورغم أنها من البلدان الإفريقية غير الساحلية، فإن النيجر معروفة بمواردها المعدنية الهامة بما في ذلك احتياطات اليورانيوم التي جعلتها رابع أكبر منتج كما انضمت في نوفمبر 2011 إلى دائرة البلدان المنتجة للنفط بإنتاجها لأكثر من 645 مليون برميل يوميا.

ومع ذلك ، فإن موارد التمويل لتلبية احتياجات الأمن و التنمية الاقتصادية والاجتماعية تعاني من نقص حاد في هذا البلد الذي تعرفه فيه نسبا متدنية في التنمية كما أنها توجد في مركز منطقة الساحل ، وبالتالي فهي أكثر البلدان تعرضا للتهديدات.

وقد تحملت النيجر العبء الأكبر من آثار الأزمة الليبية والأزمة المالية فضلا عن عواقب الأعمال الإرهابية الناجمة عن هجمات بوكو حرام في نيجيريا.

وعرفت النيجر هجوما مزدوجا استهدف في 23 ماي ، ثكنة أغاديز في الشمال، ومصنع لمجموعة اريفا الفرنسية في ارليت ، تلتها في 1 يونيو عملية هروب عنيفة من سجن في نيامي، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات في العاصمة. وفي الآونة الأخيرة (أواخر نونبر)، اعتقل رجل من قبل الأجهزة الأمنية النيجيرية ، يشتبه في تورطه في هجومين ضد “اثنين من المواقع الاستراتيجية “بنيامي النيجيرية.

وأكدت السلطات المحلية، أن المشتبه فيه (بيداري موليد) ، كان على علاقة ب(شيبان ولد حماه)، المالي المتابع بتهمة قتل أربعة سعوديين وأميركي ،وكان قد فر من سجن في نيامي في يونيو الماضي، موضحة أن التحقيق مع المشتبه فيه (موليد) مكن من تحديد مكان (شيبان) الذي اعتقلته “القوات الخاصة الفرنسية ” في مالي.

وجاءت عملية الاعتقال هذه بعد أسابيع فقط من إطلاق سراح أربعة رهائن فرنسيين اختطفوا سابقا في خريف 2010 من قبل “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي “في شمال النيجر ، في إطار عملية منسقة بين فرنسا والنيجر.

وإدراكا منهم ، بأن حل معضلة التهديدات ليس أمنيا فحسب ، كثف المسؤولون النيجيريون بحلول سنة 2013 الإجراءات والتدخلات لمعالجة قضايا انعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ والضغط السكاني والمشاكل الإنسانية، مع العلم أن معدل نمو الإنتاج الزراعي في المتوسط أقل من النمو السكاني.

والواقع أن النيجر التي تستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين من مالي ونيجيريا ، شهدت هذا العام فيضانات أدت إلى مصرع أكثر من 230 ألف من الضحايا في جميع أنحاء البلاد ، كما أن الموسم الفلاحي 2013-2014 لم يرق إلى التوقعات المنتظرة.

ومن أجل مواجهة هذا الوضع، تواصل النيجر تنفيذ مبادرة (إطعام النيجيريين للنيجيريين)، التي تتضمن زيادة المحاصيل الزراعية ، وتشجيع الري للحد من الاعتماد على الزراعة البورية وتحديث الزراعة ، وحماية البيئة بما في ذلك النسخ الاحتياطي لنهر النيجر وبحيرة تشاد ، وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية.

وأوضح الرئيس النيجيري الذي أطلق مؤخرا نداءا عاجلا إلى المجتمع الدولي لتقديم المساعدة على نطاق واسع لبلده، أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية من شأنها على المديين المتوسط والطويل، احتواء الإرهاب والجريمة المنظمة بما في ذلك الفقر.

وذكر أن مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، الذي قام في نونبر الماضي بجولة لبلدان الساحل، دفعت الأمم المتحدة إلى وضع استراتيجية متكاملة تروم استجابة جماعية ومنسقة للتحديات التي تعرفها المنطقة حيث يعيش أكثر من 11 مليون شخص مهددين بانعدام الأمن الغذائي هذه السنة.

وعلاوة على ذلك، ومن أجل استفادة النيجيريين من الثروة المعدنية لبلادهم، تجري مباحثات بين المجموعة الفرنسية “أريفا” المتخصصة في استخراج اليورانيوم ونيامي حول شروط وكيفية استخراج اليورانيوم في النيجر.

ومع قرب انتهاء عقد استغلال اليورانيوم النيجيري في 31 دجنبر الجاري سيكون على المجموعة الفرنسية التي تستغل اليورانيوم النيجيري لأكثر من 40 سنة ، أن تعيد التفاوض على اتفاق متوازن للاستغلال للسنوات ال 10 المقبلة يسمح للنيجيريين بالاستفادة من هذه الثروة.