المغرب وجزر الكناري .. شريكان استراتيجيان ملتزمان بتوطيد التعاون في العديد من المجالات

(من المراسل الدائم للوكالة بلاس بالماس عمار العزاوي)

لاس بالماس – التزم المغرب وجزرالكناري بصفتهما “شريكين استراتيجيين” بتوطيد علاقات التعاون في ما بينهما في العديد من المجالات.

ويتجلى هذا الالتزام على الخصوص من خلال الأنشطة المكثفة التي احتضنها الجانبان على امتداد سنة 2013 ومنها على سبيل المثال لا الحصر زيارة وزير السياحة السيد لحسن حداد لجزيرة سانتا كروز دي تينيريفي، والتي توجت بالتوقيع على اتفاقية للتعاون تروم تنفيذ مشاريع عملية تتصل بتخطيط وتدبير الوجهة وإنعاش الأبحاث السياحية والتكنولوجيات الحديثة والتجديد وسياحة الرحلات البحرية.

وتميزت زيارة الوزير المغربي للأرخبيل بإجراء مباحثات مع رئيس الحكومة الكنارية، بولينو ريبيرو، انصبت على تنمية العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. كما تم التوقيع على اتفاقية أخرى بين سلطات تينيريفي وشركة الخطوط الملكية المغربية بمناسبة تشغيل هذه الأخيرة، في متم أكتوبر الماضي، لخط جوي يربط مدينة الدار البيضاء بتينيريفي ثلاث مرات في الأسبوع، تعزيزا للخط الجوي الذي تم تدشينه سنة 2012 والرابط بين العاصمة الاقتصادية للمملكة ولاس بالماس.

وتروم الشركة الوطنية المغربية من خلال تعزيز خطوطها مع الأرخبيل الكناري إلى تلبية الطلب المتنامي لرجال الأعمال والأفراد في الجهتين، القاضي بتأمين رحلات جوية بين المملكة وهذا الإقليم الإسباني المتمتع بالحكم الذاتي. وتجدر الإشارة أيضا إلى الحملة التي أطلقها إقليم لاس بالماس سنة 2013 للترويج للمدينة في العاصمتين الإدارية والاقتصادية للمملكة، وهي حملة استهدفت فئة الطبقة الوسطى من المغاربة، حيث نظمت بالمناسبة زيارة للأرخبيل شاركت فيها مجموعة من الوكالات السياحية. ويعتبر النقل واللوجستيك مجالا حيويا ضمن المجالات التي يوليها الجانبان اهتماما خاصا، فتنميته تندرج في إطار استراتيجية الحكومة الكنارية الرامية إلى تدويل اقتصادها، كما أن الجهود المبذولة من قبل المغرب لتحديث اقتصاده وانفتاحه على العالم الخارجي، تجعل منه “قطبا جذابا للمقاولة الكنارية”.

وتأتي في هذا السياق مشاركة المغرب في الدورة الرابعة للمعرض الأطلسي للوجستيك والنقل (صالت 2013) كضيف شرف للمرة الثانية على التوالي، بعد مشاركته في دورة تينيريفي المقامة في شهر نونبر من عام 2012 هذه المكانة الخاصة التي تحظى بها المملكة من قبل المنظمين تعكس “رغبة الطرفين في تعزيز القرب الجغرافي عبر ربط لوجستيكي أفضل وحركية سلسة”.

وقد أكد المشاركون في هذا المعرض على أهمية الخط البحري الرابط بين فويرتيبينتورا وطرفاية، والذي يرتقب إعادة فتحه خلال النصف الثاني من عام 2014، كما رحبوا بتعزيزالخطوط الجوية المشغلة حاليا بين شركة الخطوط المغربية والشركة الكنارية “بينتير”.

ويشكل قطاع الطاقات المتجددة من جهته محورا في التعاون القائم بين الطرفين، لاسيما مع مساهمة المملكة المغربية في الدورة الثالثة للقاء الدولي “أفريكا أغوا” المنظم مؤخرا في فويرتيبينتورا حول الفرص المتاحة من قبل القارة الإفريقية في مجال الطاقات المتجددة وتحلية المياه، وهو اللقاء الذي شكل مناسبة أطلع فيها الوفد المغربي رجال الأعمال الحاضرين عن التشريع الوطني المنظم لهذا القطاع والذي يرمي إلى تحرير إنشاء أنظمة لإنتاج الطاقات النظيفة قصد الاستغلال الذاتي وتسهيل تنميتها في المغرب.وعلى المستوى التجاري، يجدر التذكير على الخصوص بتنظيم حكومة جزيرة تينيريفي وغرفة التجارة بذات الجزيرة ليوم خاص بالتعريف بفرص الأعمال والاستثمارات بالمغرب قصد تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الأرخبيل الكناري والمملكة المغربية التي تحتضن حوالي سبعين مقاولة كنارية، معظمها في جهة سوس ماسة درعة.

وكان المسؤولون بجهة سوس ماسة درعة ونظراؤهم في إقليم جزر الكناري عبروا عن “ارتياحهم” للتعاون الثنائي القائم بين الجانبين، وذلك بمناسبة الاجتماع الذي احتضنته مدينة أكادير هذه السنة لدراسة 14 مشروعا من بين ال 20 المتوقع في إطار برنامج التعاون العابر للحدود، إسبانيا- حدود خارجية (بوكتفيكس)، وهي مشاريع خصص لها غلاف مالي يقدر ب 14 مليون أورو.ويعتبر إنشاء مجمع للنقل واللوجستيك بجهة سوس ماسة درعة (لوجيبول) والذي تم تقديمه في الدورة الرابعة لمعرض “صالت 2013 بلاس بالماس، وأيضا إحداث مناطق تجارية مفتوحة في هذه الجهة، من بين المنجزات التي تعتبر ثمرة للتعاون القائم بين الجهتين والذي يشمل كذلك مجال الطاقات المتجددة بمشاركة كنارية، في إطار مشروع “طاقاتنا 2” الرامي إلى إحداث شبكة صغيرة ذكية لتزويد جماعتي تاغموت وبيزوران القرويتين بالطاقة الكهربائية.

وعلى المستوى الثقافي تم التوقيع بين الجماعة الحضرية لأكادير وإدارة المتاحف بتينيريفي على اتفاقية للشراكة والتعاون تهدف إلى إحداث متحف بلدي جديد وافتتاح معرض يجمع العديد من القطع الأركيولوجية مهداة من قبل الهيئة المكلفة بالمتاحف في حكومة تينيريفي.هذا فضلا عن مشروع “نوكام” المندرج هو أيضا في إطار برنامج “بوكتفيكس” والرامي إلى تنمية الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتصلة بالسياحة والرياضات المائية في المنطقة الواقعة بين مينائي أكادير وطرفاية وموانئ لاس بالماس وفويرتيبينتورا ولانزاروتي بجزر الكناري.