المساهمات الانمائية والأعمال الإنسانية الخيرية للشيخ زايد في المغرب تحت المجهر في ندوة بالرباط

الرباط – شكلت المساهمات الانمائية والأعمال الإنسانية الخيرية للشيخ زايد في المغرب محور جلسة علمية، اليوم الثلاثاء بالرباط، تناول خلالها أكاديميون الفكر الوحدوي والتضامني للراحل الذي طبع علاقته الخاصة بالمغرب.

وتطرق أكاديميون،خلال الجلسة العلمية الثالثة التي عقدت في إطار الندوة التي نظمتها أكاديمية المملكة المغربية بتعاون مع سفارة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة، حول موضوع ” المساهمات الإنمائية والأعمال الإنسانية الخيرية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في المملكة المغربية”، إلى عمق وزخم هذه العلاقات والمكانة المتميزة للمغرب، ترجمها  وجسدها  الشيخ زايد من خلال مساهمته الفعلية في مشاريع إنمائية بالمملكة.

وفي هذا السياق، استحضر عضو أكاديمية المملكة السيد ادريس الضحاك جانبا من سيرة المرحوم الشيخ زايد واهم المحطات التي ساهمت في بناء  شخصيته وفكره التضامني، مبرزا  الجهود التي بذلها المرحوم في سبيل النهوض بدولة الإمارات حيث استطاع بفضل ذكائه المتفرد وحكمته النادرة تحويل بلاده من “صحراء  إلى جنان”، وتأسيس دولة عصرية  تتوفر على احسن المستشفيات العالمية واكبر الجامعات الدولية وأهم المتاحف.

وتوقف السيد الضحاك عند الاهتمامات المشتركة بين الشيخ زايد والحسن الثاني طيب الله ثراهما والمتمثلة على الخصوص في تأسيس دولة الامارات المتحدة واستكمال الوحدة الترابية للمغرب، مبرزا ان “الراحلين التقيا كروحين وطريقة تفكير”  من خلال ايمانهما العميق بالبيئة والماء عبر بناء السدود بالمغرب والأفلاج والآبار والقنوات بدولة الامارات.

من جانبه تناول الأستاذ مبارك ربيع ملامح وأبعاد في شخصية المرحوم الشيخ زايد، حيث كانت شخصية متفاعلة مع محيطها الخاص والعام ومتفتحة عبر الإنصات والتتبع والفهم بمنهجية العقل المحلل وبإرادة المؤمن الواثق، مشيرا إلى أنه يشهد بذلك انتقال الإمارات وتطورها على يديه ما بين ماضيها وحاضرها الناهض المزدهر شاملا جميع المجالات.

واعتبر أن الشيخ زايد “ابن بيئته العامة الطبيعية والمجتمعية المشكلة لفضاءات وآفاق تفاعلاته، بما يميز نمط شخصيته من طاقة ذكاء طبيعي اجتماعي من شأنه أن يشتغل في اتجاه ما يخدم هذه البيئة ويؤمن لها متطلبات الوجود على كافة المستويات”، مبرزا أن أهم التجليات تتجسد في المنجزات السياسية الوطنية والدولية للشيخ رايد رحمه الله من موقعه كقائد سياسي ورئيس دولة يعمل على ما يعود على بلده مباشرة بالخير.

ونوه بالذكاء الاجتماعي للراحل الذي تجسد في توحيد الإمارات العربية والخروج بها من كلاسيكية ومحدودية مفهوم الجوار والتصالح إلى رحابة الحلم الذكائي بتحقيق كيان واحد متحد شامل وجامع وهو قيام دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 1971، مسجلا أن التاريخ يذكر الكثير من المواقف للشيخ زايد ومآثره الدالة على البعد الإنساني في شخصيته.

بدوره، شكر حبيب يوسف الصايغ، رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب، ورئيس نفس الهيئة بدولة الإمارات، معالي السفير السيد علي بن سالم الكعبي على “دعوته الكريمة التي لبيتها كما يلبيها أي مواطن إماراتي في حماسة وفرح”، مشيرا إلى “أن المملكة المغربية على مقربة، بالرغم من البعد، من دولة الإمارات العربية المتحدة”.

وذكر السيد الصايغ بحب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمغرب “من أدناه إلى أقصاه، وترجم لغة الحب إلى لغة العمل، وإلى مشاريع تنموية تتجه خصوصا نحو الإنسان”، موردا في نفس السياق، ما يصل الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية من علاقات دبلوماسية مبكرة تعود إلى بداية تأسيس الدولة وانطلاق الاتحاد، وزيارات متبادلة ” مما وطد العلاقة وأكسبها أبعادا متعددة”.

واعتبر المتدخل العلاقات الإماراتية_المغربية “المتميزة والاستراتيجية مثالا يحتذى للعلاقات العربية_العربية”، مشيرا إلى تمظهرات هاته العلاقات من قبيل الاستعانة بالخبرات المغربية في التعليم الجامعي والإرشاد الديني”، حيث يشترك البلدان في وحدة المذهب المالكي، والقضاء “بتلك النكهة المغربية، والشخصية المغربية المتفردة”.

وتعرف هذه الندوة مشاركة شخصيات عايشت وخبرت قيادة المغفور له الشيخ زايد الحكيمة ورؤيته البانية، وبصيرته التنموية من خلال كلمات وشهادات وعروض تتناول، بالأساس، التعريف بشخصيته ، وتعزيزه للعلاقات الإماراتية- المغربية، ومساهماته الإنمائية والإنسانية والخيرية والوحدوية.