المجتمع المدني شكل شريكا أساسيا للسلطات العمومية في مواجهة تحديات جائحة “كوفيد-19” (ندوة عن بعد)

الرباط – أكد مشاركون في ندوة وطنية عن بعد حول “مساهمة المجتمع المدني في مواجهة جائحة كوفيد-19″، مساء اليوم الأربعاء عن بعد، أن المجتمع المدني شكل سندا وشريكا أساسيا للسلطات العمومية في التعاطي مع التحديات التي طرحتها الجائحة الصحية “كوفيد-19” والإجراءات الاحترازية التي صاحبتها في المغرب.

وسلط المشاركون في الندوة، التي نظمتها وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان في إطار برنامجها لتخليد اليوم الوطني للمجتمع المدني (13 مارس)، الضوء على الأدوار المتقدمة التي لعبتها جمعيات المجتمع المدني في التغلب على التحديات التي فرضتها الجائحة، مبرزين أن المجتمع المدني حضر بشكل لافت في مختلف لحظات هذه الجائحة الصحية، ولاسيما خلال بدايتها.

وفي هذا السياق، قال أستاذ علم السياسة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، عبد العزيز قراقي، إنه “في ظرف وجيز جدا، تضافرت جهود السلطات العامة مع قوى المجتمع المدني لتدبير الرهانات التي طرحتها الجائحة وحالة الطوارئ الصحية”.

واعتبر الأستاذ الجامعي أن تحرك المجتمع المدني إلى جانب السلطات العامة، خصوصا في بداية الجائحة، جسد إلى حد بعيد منظومة القيم المغربية في التكافل والتضامن والتلاحم بين الدولة والمجتمع لما فيه الصالح العام.

ووفقا للأستاذ قراقي، فإن المجتمع المدني أبان عن قدرات كبيرة على مستوى الإبداع في المبادرات، سواء من خلال اقتراح حلول لتدبير حالات فئات هشة ساءت أوضاعها أكثر خلال الجائحة، من قبيل الأطفال المتخلى عنهم والمهاجرين، أو عبر توظيفه المنصات الرقمية لخلق ديناميات تروم تعميم سلوك التضامن والتآزر داخل المجتمع.

في السياق ذاته، اعتبر أستاذ علم السياسة ورئيس شعبة القانون العام بكلية السويسي بالرباط، عبد الحافظ أدمينو، أن المجتمع المدني تحول خلال الجائحة نحو الفضاء الرقمي، موظفا هذا الفضاء في القيام بأدواره في التحسيس والتوعية وتعبئة الجهود.

وأشار إلى أن عدة جمعيات استعملت الفضاء الرقمي لتبسيط وشرح طبيعة الإجراءات والمقتضيات الواجب على المواطنين احترامها سواء علاقة بحالة الطوارئ الصحية أو بخصوص الإجراءات الصحية الوقائية.

وأضاف الأكاديمي المغربي أن المجتمع المدني حاول أن يواصل أدواره في الوساطة بين السلطات العامة والمواطنين في ظل الأزمة الصحية، سواء عبر ما يتيحه الفضاء الرقمي من إمكانات، أو عبر حضوره لدى الأسر والعائلات وتقديم الدعم النفسي والمواكبة لها والإسهام في نقل المساعدات لها وتبسيط الإجراءات القانونية المستجدة.

وفي الاتجاه نفسه، ذهبت الفاعلة الجمعوية، سومية العمراني، إلى أن المجتمع المدني خرج من الأزمة الصحية التي داهمت العالم أقوى مما كان عليه في السابق، إذ استطاع أن يطور آليات عمله ويعزز حكامة هيآته.

وأوضحت، بهذا الخصوص، أن كثيرا من الجمعيات انتقلت إلى بناء قواعد معطيات حول مختلف أصناف الفئات الهشة التي تتعامل معها وإلى ترتيب أولويات تدخلها بشكل أفضل بالإضافة إلى استثمار الفضاءات الرقمية في عملها، معتبرة أن جائحة “كوفيد-19” شكلت مختبرا ساهم في تطوير عمل المجتمع المدني ومهننته وتعزيز أدواره الاجتماعية والمدنية.

وتخلد وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان اليوم الوطني للمجتمع المدني هذه السنة تحت شعار “مساهمة المجتمع المدني في التصدي لجائحة كورونا”، تثمينا للجهود الطوعية لجمعيات المجتمع المدني في مواجهة الجائحة.