القطب التكنولوجي لوجدة .. رافعة للتنمية تعزز موقع الجهة الشرقية وتنافسيتها الاقتصادية

بقلم : الحسين لعوان

وجدة – يعد القطب التكنولوجي لوجدة مشروعا واعدا ورافعة للتنمية الصناعية المندمجة التي تعزز موقع الجهة الشرقية المتطلعة إلى مشاريع ومؤهلات صناعية تروم تقوية تنافسيتها الاقتصادية.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس دشن، في شهر يونيو 2013، الشطر الأول من مركز ترحيل الخدمات “وجدة شور”، أحد مكونات هذا القطب التكنولوجي، الذي بلغت تكلفته 120 مليون درهم والذي سيمكن من إحداث 1200 منصب شغل.

ومن شأن هذه الأرضية الخاصة بترحيل الخدمات، الموجهة أساسا إلى المختصين في تدبير العلاقة مع الزبناء والإجراءات الإدارية والتنمية والصيانة المعلوماتية، تمكين الجهة من التجهيزات الأساسية الضرورية وتشجيع المشاريع الاقتصادية ذات الأولوية، وتحفيز الاستثمار وتشجيع الشباب على إحداث مقاولات صغرى ومتوسطة.

وعلاوة على “وجدة شور”، يحتضن القطب التكنولوجي لوجدة، الذي يعد أحد مكونات قطب التنمية الصناعية المندمجة للجهة الشرقية، منطقة للمقاولات الصغرى والمتوسطة وأخرى للصناعات الصغرى والمتوسطة، ومنطقة صناعية لوجستيكية ومنطقة حرة للتصدير موجهة لاستقطاب الصناعات النظيفة غير الملوثة، وفضاء للأنشطة التجارية، وقطبا معرفيا يسعى إلى تعزيز القدرات التكوينية والبحث العلمي في مختلف التخصصات.

وأكد مدير تنمية المحطات الصناعية للمنطقة الشرقية بشركة “ميد زيد” التابعة لصندوق الإيداع والتدبير للتنمية، السيد رشيد الرامي، أن الجهة الشرقية تتوفر حاليا على جميع المؤهلات التي تمكنها من استقبال مشاريع صناعية واستثمارات أجنبية مهمة، بما في ذلك المطارات الدولية وميناء دولي وطرق سيارة والطريق الساحلي الذي يربط الجهة بميناء طنجة المتوسط.

وأضاف السيد الرامي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المحطات الصناعية المندمجة بالجهة أصبحت جاهزة وتم الانتهاء من أشغالها الداخلية والخارجية، حيث استقبلت عددا مهما من المشاريع منها 33 مشروعا صناعيا وتجاريا بالقطب التكنولوجي لوجدة، و22 مشروعا صناعيا بالقطب الفلاحي لبركان، و12 مشروعا بالنسبة للحظيرة الصناعية لسلوان بالناظور.

وأوضح أنه تم تهيئة وتجهيز الشطر الأول من القطب التكنولوجي لوجدة على مساحة 107 هكتار بكلفة 430 مليون درهم وتم الشروع في عملية تسويق عدد من المشاريع الصناعية والتجارية التي ستمكن في الأفق القريب من توفير حوالي 230 مليون درهم من الاستثمارات المباشرة.

وأبرز أن هذه الأرضية الصناعية، التي تعزز جودة البنيات التحتية، تفتح المجال أمام استثمارات ستمكن الجهة الشرقية من خدمات ذات قيمة مضافة وإحداث مناصب شغل في قطاعات مختلفة على غرار الطاقات المتجددة والصناعات الموجهة للأسواق المحلية والتجارة واللوجيستيك وترحيل الخدمات.

وأشار إلى أن هذا القطب، الذي سيغطي على المدى البعيد مساحة إجمالية تقدر بحوالي 500 هكتار وسيخلق أزيد من 15 ألف منصب شغل مباشر، عرف إلى حد الآن تسويق 23 وحدة بمنطقة المقاولات الصغرى والمتوسطة والصناعات الصغرى والمتوسطة، وثمان وحدات في المنطقة المخصصة للأنشطة التجارية.

ويعكس القطب التكنولوجي لوجدة، الذي يعد قطبا من الجيل الجديد ويحظى بموقع استراتيجي قريب من مطار وجدة أنكاد وعلى بعد كيلومترات من المدينة على الطريق السريع وجدة السعيدية، تقاطع الاستراتيجيات القطاعية حيث يعتبر بمثابة خطة تروم تمكين المنطقة من خدمات ذات قيمة مضافة وقوية.

وفي هذا الصدد، وفي إطار مواكبة القطب التكنولوجي والتنمية الاقتصادية والحضرية لعاصمة الجهة الشرقية بصفة عامة، تم هذه السنة بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس توقيع اتفاقية تتعلق بالبرنامج المندمج للتنمية الحضرية لوجدة الذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 826 مليون درهم.

ويمكن لهذا البرنامج، الذي تشكل تقوية شبكات الطرق أحد محاوره الرئيسية، أن يواكب الأوراش الكبرى التي تم الشروع في إنجازها بالمدينة وبالجهة الشرقية بصفة عامة عبر تعزيز الربط الطرقي لعمالة وجدة أنكاد مع المشاريع المهيكلة، خاصة منها القطب التكنولوجي للمدينة والطريق السيار وجدة – فاس والقطب الحضري الجديد لوجدة.

وقد عززت المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، التي تم الاحتفال بذكراها العاشرة هذه السنة، من المكانة الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة وجعلت منها قطبا تنمويا واعدا وفضاء لجملة من المشاريع الكبرى المهيكلة.

وفضلا عن مشروع القطب التكنولوجي لوجدة فإن مختلف المشاريع المهيكلة بالجهة الشرقية توفر الظروف الملائمة لإقلاع تنموي هام بالجهة التي تتوفر على شريط ساحلي على البحر الأبيض المتوسط (على طول 200 كلم) وتتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يؤهلها لتكون ملتقى بين أوروبا والمغرب العربي الكبير والفضاء المتوسطي.