الحركية الاجتماعية الإجمالية تهم في المقام الأول العنصر النسوي وساكنة المدن (المندوبية السامية للتخطيط)

الرباط- خلص بحث أنجزته المندوبية السامية للتخطيط حول “الحركية الاجتماعية بين الأجيال”، تم تقديم نتائجه يوم الأربعاء بالرباط، أن الحركية الاجتماعية الإجمالية تهم في المقام الأول العنصر النسوي وساكنة المدن.وقال السيد أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، الذي قدم هذه النتائج خلال لقاء مناقشة، أنه يتضح من خلال هذه الدراسة أن الحركية الاجتماعية الإجمالية تهم، بالأساس، العنصر النسوي والوسط الحضري حيث تبلغ نسبة الحركية 78.6 في المائة لدى النساء مقابل 63 في المائة لدى الرجال و75.1 في المائة بالنسبة لساكنة المد مقابل 59.2 في المائة بالنسبة للساكنة القروية.

وأكد السيد الحليمي أنه لوحظ وجود حركية اجتماعية تصاعدية تهم، بالخصوص، الذكور والوسط الحضري، حيث يلاحظ أن 35.1 في المائة من الحالات الحركية الاجتماعية على الصعيد الوطني هي ذات طبيعة تصاعدية.

واعتبر أن نسبة الحركية الاجتماعية التصاعدية بلغت 51.1 في المائة مقابل 14.8 في المائة بالوسط القروي، مشيرا إلى أنها بلغت 43.7 في المائة لدى الرجال مقابل 17.9 في المائة لدى النساء.

وعلى العكس من ذلك، قال السيد الحليمي، تسجل النساء والساكنة القروية، على الرغم من أهمية الحركية البنيوية المسجلة نسب للحركية الاجتماعية تنازلية مرتفعة بشكل ملحوظ (61 في المائة و44 في المائة على التوالي) مقارنة بالرجال (24.1 في المائة) وبالسكان الحضريين (19.3 في المائة).

وأكد أن نتائج الدراسة تبين أنه مهما كان شكل الحركية (تصاعدية أو تنازلية)، فإن انتقال الأفراد على السلم الاجتماعي تتم بين فئات سوسيو – مهنية جد متقاربة، وأن حالات الحركية الاجتماعية التصاعدية التي تلج إلى مرتبة واحدة أو اثنين أعلى من مرتبة آبائهم تمثل نسبة حوالي 83 في المائة.

وفي ما يتعلق بعوامل الحركية الاجتماعية التصاعدية، أكد السيد الحليمي أنه يتبين من تحليل محددات الحركية الاجتماعية التصاعدية أن فردا نشيطا حاصلا على مستوى التعليم الأساسي يتوفر على حظ يفوق 1.6 مرة نظيره “بدون مستوى دراسي” للحصول على وضعية اجتماعية أحسن من وضعية أبيه، وأنه تنتقل هذه النسبة إلى 4.6 مرة بالنسبة للنشيطين ذوي التعليم الثانوي، وإلى 16.2 مرة بالنسبة للنشيطين ذوي التعليم العالي.

كما أبرز أن التجربة المهنية تقوي حظوظ الرقي الاجتماعي للأجيال، حيث تساهم كل سنة إضافية في الممارسة المهنية في تعزيز حظوظ الحركية الاجتماعية التصاعدية بنسبة 12 في المائة.

بالمقابل، أكد المندوب السامي أن هذا الدور ينعدم كلما اقترب عمر الفرد من 50 سنة، وهي العتبة التي يبدأ عندها العمر يشكل عائقا أمام حظوظ الحركية الاجتماعية التصاعدية.

وأكد أن من نتائج هذا البحث أنه رغم الحركية البنيوية القوية التي تعرفها النساء يبدو أن ضعف ولوجهن إلى حركية اجتماعية تصاعدية (18 في المائة) يتحكم فيها بشكل كبير عامل التمييز المرتبط بالنوع الاجتماعي. وهكذا فإذا أخذنا نفس العمر ونفس وسط الإقامة ونفس المستوى الدراسي ونفس الوضع السوسيومهني للأب نجد أن الرجل يتوفر على حظ يفوق 7.1 مرات مما هو عليه لدى النساء للولوج إلى وضعية اجتماعية أعلى من وضعية الأب.

وخلص البحث إلى أن المغرب يعرف حركية اجتماعية قوية تطال 61.2 في المائة من ساكنته وتشكل التغيرات التي تعرفها بنياته الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية محركها الرئيسي، مشيرا إلى أن السكان الحضريين والذكور، يستفيدون، لكن بقدر ضعيف في غالب الأحيان للإنتقال من وضعية اجتماعية لأخرى، مؤشرا على ضعف حركية المجتمع المغربي.

واعتبر البحث أن التعليم والتكوين يشكل المحرك القوي للرقي الاجتماعي (نسبة الحركية التصاعدية تصل إلى 78,1 في المائة في صفوف الحاصلين على دبلوم الدراسات العليا مقابل 26,5 في المائة بالنسبة للأفراد بدون دبلوم.