البيان المشترك الأمريكي- المغربي دعم قوي للإصلاحات والخطوات التي قام بها المغرب ( مركز موريتاني للدراسات)

نواكشوط – اعتبر أحمدو التليميدي مدير (مركز الصحراء للدراسات والاستشارات) في نواكشوط أن البيان المشترك الأمريكي – المغربي تضمن دعما مباشرا وقويا للإصلاحات التي باشرها المغرب وللخطوات التي قام بها مؤخرا.

وقال التليميدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن البيان، الصادر في أعقاب زيارة العمل التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة، ولقاء القمة الذي عقده مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما، تضمن إشادة ودعما قويا للإصلاحات الديمقراطية التي كانت المملكة المغربية سباقة لها لتعزيز المسار الديمقراطي، ومن أبرزها دستور 2011 “الذي عبر عن رؤية استشرافية ترفع من مستوى المؤسسات الديمقراطية بالمغرب، وتعزز دور المجتمع المدني وترسخ فكرة الحكامة التشاركية”.

وأضاف أنه بقراءة بسيطة لمضامين البيان يتضح أنه يدعم بشكل مباشر وقوي الخطوات الأخيرة التي قام بها المغربº سواء من خلال الاهتمام الملكي بمنطقة الساحل والصحراء والتي تجسدت في الزيارة التي قام بها جلالة الملك مؤخرا لمالي، أو من خلال الخطوات العملية التي بدأ باتخاذها لتجفيف منابع الإرهاب في الساحل عن طريق نقل النموذج المغربي إلى مالي، وكذا التعاون الذي انطلق مؤخرا بين الجمعيات الدينية في البلدين للحد من تأثير التطرف الديني والعمل على نشر الدين السمح من خلال تكوين 500 إمام مالي بالمغرب.

وأوضح أحمدو التليميدي أن البيان ركز على دور البلدين في النهوض بالسلم والأمن الدوليين، ولاسيما بمالي والساحل، في “إشارة قوية إلى الخطوات الأخيرة التي سعت المملكة إلى تجسيدها عمليا من خلال مباشرتها تنفيذ خطط يمكن وصفها بالاستراتيجية لمحاربة الإرهاب الذي مازال يتهدد منطقة الساحل، إن لم تتم معالجة مسبباته بشكل كامل” مسجلا أنها “أمور تنبه لها المغرب وسعى إلى تنفيذها عمليا”.

وقال إن البيان حرص على التركيز على هذه الخطوات من منطلق قناعة بأن المغرب مؤهل للاضطلاع بدور بارزº بالنظر لتجربته الطويلة في هذا الميدان.

وفي موضوع قضية الصحراء، لاحظ أحمدو التليميذي أنه من الأهمية بمكان وصف البيان لمقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب عام 2007 لتسوية هذا النزاع المفتعل، بكونه “مقترحا جديا وواقعيا وذي مصداقية”.

وأضاف التليميذي أن المغرب استطاع إقناع القادة الأمريكيين بمخطط الحكم الذاتي وخارطة الطريق التي طرحها، والتي وصفها البيان بأنها “مقاربة ممكنة من شأنها تلبية تطلعات ساكنة الصحراء إلى تدبير شؤونها الخاصة في إطار من السلم والكرامة”، مشيرا إلى أنه “تعبير ينم عن الدعم الواضح للسياسة الخارجية المغربية”.

وخلص الخبير إلى أن الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة ولقاء القمة الذي جمعه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما كان “مثمرا وسيعود بالنفع على العلاقات بين البلدين، وهو ما اتضح جليا في البيان المشترك للزيارة وما تناوله من قضايا سواء ذات الصلة بالعلاقات بين البلدين أو ما يخص منطقة الساحل والصحراء”.