البيان المشترك الأمريكي-المغربي تجسيد لمصداقية ومكانة المغرب على الساحتين الإقليمية والدولية (رئيس رابطة الصحفيين الموريتانيين)

نواكشوط – اعتبر رئيس رابطة الصحفيين الموريتانيين، محمد عبد الرحمن ولد الزوين، أن مضامين البيان المشترك الأمريكي-المغربي كانت “تجسيدا لمصداقية ومكانة” المغرب على الساحتين الإقليمية والدولية.

وقال ولد الزوين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن زيارة العمل التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة اكتست أهمية قصوى وتوجت بصدور بيان مشترك في أعقاب لقاء القمة الذي جمع جلالته بالرئيس الأمريكي باراك أوباما.

واعتبر أن البيان هو “الأول من نوعه مع دولة عربية وإسلامية، بهذا الحجم وهذه التفاصيل والدقة في استخدام التعابير القوية والصادقة التي لا لبس فيها، والتي تنم عن مستوى عال من الثقة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وملك المغرب”.

ولاحظ أن البيان كان “أكثر وضوحا” في ما يخص قضية الوحدة الترابية للمغرب، وذلك من خلال تأكيد الولايات المتحدة على دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء واعتبارها مقترحا “جديا وواقعيا وذا مصداقية”، مؤكدا أن الزيارة الملكية “سجلت نجاحا باهرا على جميع المستويات”.

وفي معرض تحليله لمضامين البيان، لاحظ عبد الرحمان ولد الزوين، مدير موقع وجريدة (السفير)، أن البيان ركز على الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية، وقال، في هذا السياق، إن “المغرب كان سباقا للقيام بإصلاحات ديمقراطية، خاصة بالمصادقة في استفتاء شعبي على دستور 2011 الذي يعد أكثر الدساتير انفتاحا، والذي كان له صدى واسعا إقليميا ودوليا وجعل من المغرب نموذجا يقتدى به في المنطقة، كما جلعه بمنأى عن تداعيات ما يسمى بالربيع العربي”.

وأبرز، في هذا الصدد، الأشواط الهامة التي قطعها المغرب منذ تربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين في سبيل تكريس دولة الحق والقانون حيث بات مثالا يحتذى به في المنطقة في هذا المجال، وقال “لا غرو أن تدعم واشنطن هذه الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية والتقدم المسجل في مختلف المجالات، ومنها النهوض بالحريات الأساسية وحقوق الإنسان”.

كما توقف عند الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المغربي، وقال إن المغرب استطاع بكفاءاته المهنية وموارده البشرية وانفتاحه على الأسواق الخارجية أن يجلب استثمارات هامة ويتبوأ مكانة مرموقة إقليميا وقاريا باعتباره دولة أمن واستقرار وديمقراطية.

وأشار إلى “الاختراق الكبير” الذي سجله المغرب على مستوى علاقاته مع بلدان القارة، حيث تأكد بالملموس أن للمغرب “عمقا إفريقيا حقيقا” تجلى أيضا من خلال الزيارات المتوالية لجلالة الملك للعديد من بلدان القارة، وكانت آخرها زيارة جلالته لدولة مالي بمناسبة تنصيب الرئيس الجديد أبا بكر إبراهيم كيتا، والتي تم خلالها التوقيع على اتفاقية يتكفل المغرب بموجبها بتكوين 500 إمام مالي على مدى خمس سنوات.

وفي ما يخص التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، اعتبر عبد الرحمان ولد الزين الأمر “تحصيل حاصل” أن يكون هناك تعاون متميز بين الولايات المتحدة والمغرب الذي كان أول دولة تعترف باستقلالها ويعد حليفها القوي في المنطقة خارج حلف شمال الأطلسي، مسجلا أن البيان المشترك “عكس إرادة البلدين الراسخة في تطوير هذه العلاقات في العديد من المجالات ومنها المجال الأمني”.