مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان واجهة لمقاومة الإرهاب وفضح وجهه البشع
(من مراسل الوكالة في بيروت،، عبد الله البشواري)
بيروت – يد الإرهاب، كانت دائما، وما تزال، وستظل، غدارة، قبيحة، بشعة، مرعبة، تمتد فجأة لتغتال الحياة… يد الإرهاب تقتل الجميل وتزرع القبح والحقد، وأيادي الإرهاب متشابهة، هي نسخ طبق الأصل، تضرب هنا وهناك… ولبنان ليس استثناء، بل هو البلد الذي خبر هذا الإرهاب البغيض، وذاق من طعمه المر.
ويستمر اللبنانيون، كل مرة، في مقاومة هذا الإرهاب، لا يعرفون معنى لليأس والإحباط، وهو الذي يتربص وتزداد وتيرة سرعته وضحاياه أيضا…يتشبثون بالحياة، يرفعون التحدي امام هذا الوحش الكاسر، بكل الوسائل، ومنها مواقع التواصل الاجتماعي التي تسجل لجزء من حياة ضحاياه قبل أن تسرقها مخالب الوحش الأعمى.
سرق الإرهاب، الذي حل ضيفا ثقيلا على لبنان متخفيا تحت عباءة السيارات المفخخة، ضحايا كثر… ، لكنه أصر، مؤخرا، على أن يخطف أزهارا من بستان الشباب اللبناني… شباب ربما ذنبهم الوحيد أنهم غير عابئين بحسابات مهندسي الإرهاب، الذي فقدت بوصلته توازنها، فباتت لا تفرق بين شيخ وصبي، رجل وامرأة، سياسي، رجل دين، مدني، سائق سيارة أجرة…، الهدف حصد الكثير من الأرواح، سيلان الكثير من الدماء.
شباب راح ضحية، وذنبه أنه تواجد في المكان الخطأ وفي الزمن الخطأ، يتنزهون أو يلتقطون صورا تذكارية في حديقة أو يشربون فنجان قهوة الصباح في المقهى المعتاد، أو ببساطة، مارون من هنا، أو هناك، يجلسون على كرسي في زاوية من الزوايا، يدونون آخر رسالة على “الفايسبوك” و “التويتر” و “الوات ساب” ،، الى الأهل والأحبة والأصدقاء، أو يبعثون صورة التقطت، للتو، تذكارا، وهي التي من حيث لا يدرون شاهدة على الغدر …كما هو حال الشاب محمد الشعار و ملاك زهوي (19 سنة) و علي حسن خضرا (17 سنة) …وغيرهم …الذين تربصت بهم يد الإرهاب في التفجيرين الأخيرين بلبنان (يوم 27 دجنبر 2013 وسط بيروت و 2 يناير 2014 بضاحيتها الجنوبية ).
قدرهم أن يكونوا شهودا على دناءة هذا الوباء، المتنقل من مكان الى مكان ومن حي لحي، يسرق الفرح والأمل من الأفئدة، لا يميز بين الأيام، أيام قرح أو فرح كانت، فتحولت مراسم العزاء من المساجد والبيوت الى فناءات الثانويات والمدارس.
مباشرة بعد أي انفجار…رسائل قصيرة تعليقات وصور على المواقع …الكل يسأل للاطمئنان…، هذه المرة كانت الصدمة قوية، صور شباب يتناقلها الجميع ، لقد تمادى الإرهاب …صورتين للشاب محمد الشعار، أنيقا ببدلته الحمراء الزاهية، في آخر صورة مع رفاقه عمر وربيع و أحمد ، وسط بيروت قبل الانفجار بدقائق قليلة، ووراءهم تظهر السيارة المتربصة… ، والصورة الثانية محمد مدرج بدمائه…صورة دخلت كل البيوت بلبنان، وربما كل البيوت بالعالم …العالم الافتراضي فعل فعلته المحمودة، وفضح جبن محترفي القتل …كل شباب العالم محمدا هكذا اختصر أبو محمد حرقته ومضى.
محمد الشعار (قتل في تفجير 27 دجنبر) ، ملاك زهوي وعلي خضرا (قضوا في 2 يناير 2014)، أشعلوا العالم الافتراضي غضبا، وتعالت الأصوات كفى وكفى …أليست هذه الصور كافية للاتعاظ …أليست آخر رسالة قصيرة كتبتها ملاك “اللهم احفظ لي أهلي وأحبتي ولا تريني فيهم بأسا يبكيني” رسالة للجميع.
وفيما يسجل علي آخر كلماته على “الوات ساب” بضع دقائق قبل وقوع التفجير، غرد الوزير محمد شطح آخر تغريدة قبل مقتله “اتفقوا على اللقاء المقبل قبل التاسع من يناير”…كلمات ليست كالكلمات…هي صرخة الموعد مع القدر.
ولعل ما وصف به الصحافي اللبناني يوسف حاج علي مشهدا من المشاهد لدليل على أن كلمات هؤلاء وجدت أذنا وعقولا صاغية وواعية بأن أي واحد يمكن أن يكون مكانهم، في أي لحظة وفي أي مكان، …كتب “ارجع يا شعار تأخرت عن الصف .. الفتيان لا يموتون باكرا يا محمد. لا يقتلون غدرا . لا تسرق الحياة من عيونهم في لحظة الفرح. لا يختلط دمهم وقهوتهم على الأرض. يختل الميزان إذا حصل هذا الأمر، لذلك لن نعترف بهذا الحلم. نحن لم نر شيئا من هذا الكابوس. لم يحصل” .
يشار الى أن لبنان عرف قبل هذين التفجيرين، تفجيرات أخرى أودت بحياة عدد كبير من الضحايا سواء بالضاحية الجنوبية لبيروت أو بطرابلس (شمال).
اقرأ أيضا
مراكش .. البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية (مناظرة)
أكد المشاركون في المناظرة الجهوية الإفريقية الخامسة للجنة الدولية للري والصرف، اليوم الأربعاء بمراكش، أن البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية، وذلك بالرغم من كونها الأقل إصدارا للغازات الدفيئة.
التنمية المستدامة .. إبرام اتفاقية شراكة بين وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية
أبرمت وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية اتفاقية شراكة تهدف إلى تقديم الدعم الفني لدمج تدابير النجاعة الطاقية وتحقيق اقتصاد طاقي بالمباني وبأسطول النقل الخاص بالوزارة.
البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” (الدورة 12)..التعادل السلبي يحسم المواجهة بين المغرب الفاسي و ضيفه الجيش الملكي
حسم التعادل السلبي ،صفر لمثله ،المباراة التي جمعت فريق المغرب الرياضي الفاسي وضيفه الجيش الملكي ، مساء اليوم الاربعاء على أرضية المركب الرياضي بفاس برسم الدورة 12 من البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” لكرة القدم.