معدل البطالة في صفوف الشباب بالمغرب يعد الأدنى بالمغرب العربي (خبير)

دكار-  قال إدريس الكراوي عضو اللجنة الدولية المنظمة للقمة العالمية للشباب الرائد ، إن معدل البطالة في صفوف الشباب بالمغرب يعد الأدنى مقارنة بباقي بلدان منطقة المغرب العربي ، على غرار الجزائر التي يتجاوز فيها هذا المعدل بكثير 50 في المائة في صفوف الشباب الحاصلين على الشهادات .وقال الكراوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش القمة الإفريقية الرابعة للشباب الرائد للأمم المتحدة لتحقيق أهداف الألفية للتنمية التي تحتضنها دكار حاليا بمشاركة وفد مغربي يمثل هيئات جمعوية للشباب ، إن أربعة تحديات كبرى تلقي بظلالها على وضعية تشغيل الشباب في المغرب ، وفي إفريقيا ، والعالم أجمع .

وأوضح أن التحدي الأول ذا طبيعة ديمغرافية ، ويكمن أساسا في ” الضغط المتزايد للسكان النشطين في سن العمل ” ، مشيرا إلى أن هذه الحقيقة الديمغرافية تتفاقم من خلال الوتيرة المتسارعة للهجرة القروية إلى المدن التي لا توفر بنيات استقبال ملائمة خاصة في مجال التشغيل والتربية والصحة والسكن والأنشطة الثقافية والترفيهية .

وأضاف الكراوي ، الذي سيقدم خلال هذه القمة تجربة المملكة وانجازاتها في مجال محاربة البطالة والنهوض بتشغيل الشباب، أن هذا التحدي الديمغرافي يؤدي إلى استحالة تحقيق البلدان الإفريقية للنمو مع توفير الشغل للجميع ، وذلك رغم هوامش النمو التي تتوفر عليها القارة مقارنة بمناطق أخرى من العالم.

وسجل أن التحدي الثاني يرتبط بأزمة المدرسة وانعكاساتها على إنتاج الكفاءات والنخب من مستوى عالي، بما يتماشى مع تطلعات القارة في مجال تحديث اقتصادها وضمان تنافسيته وملاءمة التكوين مع سوق الشغل .

ويتعلق التحدي الثالث ، بحسب الكراوي ، بطبيعة الثقافة السائدة بشأن علاقة المجتمع بسوق الشغل، والتي تتميز أساسا بانتظار كل شيء من الدولة ومن الأسرة والمجتمع في مجال التشغيل ، مشيرا إلى أن هذا السلوك ينبغي أن يتغير تماما لفائدة سلوك يقوم على البحث والخلق ، وذلك في ظل مجتمع يشجع أساسا على المبادرة والتجديد والمنافسة الشريفة.

وبخصوص التحدي الرابع ، قال الكراوي انه يرتبط بالواقع الجديد لأنظمة الإنتاج من حيث اللجوء إلى طرق منظمة للأنشطة الاقتصادية تمكن من إنتاج مواد وخدمات أكثر ولكن بأقل عدد من اليد العاملة ، وذلك بالنظر إلى الثورة الرقمية الجديدة .

واعتبر أن كل هذه التحديات تجعل من التشغيل الكامل وترجمة الحق في الشغل على أرضية الواقع ، رغم التنصيص عليه في الدساتير والإتفاقيات والمعاهدات والإعلانات المتعلقة بحقوق الإنسان ، خيارين من الصعوبة بمكان تحقيقهما .

وقال إن السبيل الوحيد للنهوض بالتشغيل والمحاربة المستدامة لبطالة الشباب يرتبط بمدى قدرة “أممنا على إحداث أنشطة اقتصادية جديدة عبر ومن أجل خلق ثروات جديدة “، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا من خلال تعبئة الشباب والمقاولات وكل الفاعلين والقوى الحية في المجتمع .

وبعد أن أكد على ضرورة الاستثمار في الشباب والثقة بهم وجعلهم رافعة لانتاج الثروات، اعتبر الكراوي أن هذا يمثل أحد الرهانات الكبرى لأجندة ما بعد سنة 2015 ، مسجلا أن مثل هذه الرؤية لا يمكن أن تحقق أهدافها في غياب توافق وطني وتعبئة عامة لكافة الفاعلين والقوى الحية في الأمم من أجل أن يكون النهوض بتشغيل الشباب موضوع عقد اجتماعي حقيقي .

ويشارك في هذه القمة ، المنعقدة تحت شعار “بطالة الشباب في الأجندة الأممية لما بعد سنة 2015 “، حوالي 500 شاب ينتمون ل 54 بلدا إفريقيا من بينها المغرب، إضافة إلى شباب من البرازيل والولايات المتحدة وبلدان أوروبية ، وخبراء شباب يمثلون بشكل خاص شبكات إفريقية ودولية ، وعدة شخصيات أخرى .

وتشكل هذه القمة ، التي ستتواصل أشغالها إلى غاية 17 يناير الجاري والمنظمة تحت الرعاية المشتركة للرئيس السينغالي ماكي سال ونظيره المالي إبراهيما بوباكار كيتا ، مناسبة لتبادل وتقاسم الأفكار حول الرهانات الكبرى للتنمية البشرية المستدامة التي تواجهها القارة الإفريقية .

ويتضمن برنامج هذه القمة لقاءات عديدة تعالج مواضيع مرتبطة بشعار المؤتمر ، خاصة ما يتعلق بمحاربة البطالة والأمراض .

(أجرى الحوار.. سمير لطفي)