مسؤول أمريكي يعرب عن “إعجابه الكبير” بإنجازات المغرب في مجال إصلاح النظام القضائي للقاصرين

الرباط –  عبر الكاتب العام لإدارة السجون لولاية واشنطن (شمال-غرب) برنارد وارنر، أمس الثلاثاء، عن “إعجابه الكبير” بإنجازات المملكة في مجال إصلاح النظام القضائي للقاصرين.   وقال السيد برنار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب لقاء بالرباط حول موضوع “إصلاح عدالة القاصرين تجارب مشتركة بين الولايات المتحدة والمغرب”، “أنا معجب جدا بالإصلاحات المنجزة بالمغرب وبالجهود التي تبذلها المملكة في مجال عدالة القاصرين”.

وأضاف المسؤول الأمريكي، الذي راكم تجربة تمتد ل30 سنة في المؤسسات السجنية سواء المخصصة للقاصرين أو البالغين، أنه “تم القيام بعمل كبير في هذا المجال، وأنا متفائل”.
ولدى تدخله في هذا اللقاء، أعطى المحامي تيم كاري، مدير المركز الوطني للدفاع عن القاصرين، لمحة عن خصوصيات، وكذا عن تحديات النظام القضائي الأمريكي الخاص بالقاصرين.
وأبرز السيد كاري، الذي يعتبر مرجعا في ما يتعلق بقضايا الدفاع عن القاصرين، الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتقليص معدل سجن القاصرين، من خلال سلسلة من الإجراءات منها بلورة برامج للعقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية.

وأشار، في تدخله أمام ثلة من القضاة والفاعلين الجمعويين ومسؤولين يمثلون وزارتي الشباب والرياضة والعدل والحريات، إلى أن هذه الإجراءات مكنت من تقليص “إلى النصف” عدد الشباب المعتقلين في السجون الأمريكية.
وعرف هذا اللقاء تدخل مختلف الفاعلين في مجال العدالة وذلك بهدف النهوض بالتنسيق والتعاون في مجال إصلاح عدالة القاصرين.
وفي هذا السياق، سلط السيد عز الدين بلماحي، منسق مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وعضو كرسي اليونسكو للبحث التطبيقي للتربية في السجون، الضوء على تجربة المغرب في ما يتعلق بإعادة تأهيل وإدماج المنحرفين القاصرين داخل المجتمع.

واستحضر، في هذا السياق، النتائج الإيجابية التي حققها المغرب بفضل سلسلة من البرامج التي تهم تكوين مواكبة القاصرين طيلة مسلسل إعادة الإدماج.
واعتبر المشاركون في هذا اللقاء أنه من الضروري التركيز على تكوين هيئة قضائية متخصصة في عدالة القاصرين، وإحداث برامج للعقوبات البديلة وتعزيز التعاون والتجارب والخبرات.
ويعد هذا اللقاء، الذي نظمته سفارة الولايات المتحدة بالمغرب بتعاون مع وزارة العدل الأمريكية، الأول ضمن سلسلة من اللقاءات بين فاعلين أمريكيين ومغاربة وجمعويين لمناقشة تحديات وسبل إنجاح إصلاح عدالة القاصرين.

وبعد الرباط، سيزور السيدان وارنر وكاري مدن طنجة والدار البيضاء ومراكش لمواصلة النقاشات حول إصلاح النظام القضائي للقاصرين.
وتندرج سلسلة اللقاءات هاته في إطار شراكة موسعة بين المغرب والولايات المتحدة. وكانت الرباط وواشنطن وقعتا سنة 2011 اتفاقا يروم عدم جهود وزارة العدل والحريات في مكافحة جنوح القاصرين.