فيلم “سرير الأسرار” للجيلالي فرحاتي.. السينما أكثر من مجرد حكاية
(بقلم نزار الفراوي)
طنجة – بعرض فيلمه الجديد “سرير الأسرار” في مستهل المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم، تكون طنجة قد احتفت بأحد أبنائها الذين خلدوها صورة سينمائية ناصعة واستكشفوا جماليات فضائها الطبيعي والإنساني.
يؤكد الجيلالي فرحاتي من خلال فيلمه المقتبس عن رواية بنفس العنوان للكاتب البشير الدامون، موقعه في خانة المخرجين المخضرمين الذين يرفعون عاليا سقف جماليات الصورة السينمائية والإبداعية التعبيرية.
ولعل من جديد التحدي الذي ركبه فرحاتي في عمله الجديد اشتغاله لأول مرة على نص روائي، علما أنه ظل يفضل إخراج أعمال يكتب سيناريوهاتها بنفسه، فكان الهم الفني واضحا في النأي عن جعل الفيلم كتابة بصرية ناسخة للنص، بل الاجتهاد في توقيع عمل أصيل ينقل عبق النص وعناوين الحكاية، لكنه يتحرر من خطية الكتابة الأولى انضباطا لقوة الصورة وفتنتها البصرية.
ينهل الفيلم من ذاكرة بعيدة لتلك الطفلة التي كانت… وفاء. مشاهد فلاش باك تستعيد قصة تمزق وجداني قدر أن يلازم حياة الطفلة، وهي تكبر، وهي تتقدم لاكتشاف الحياة. يبدأ الفيلم بمشهد تعرف شابة على جثة والدتها، لتتهيج الرحلة نحو الماضي. طفلة تنشأ في حضن والدة تمتهن الدعارة وبيع خمور وسجائر مهربة، لكنها تحب ابنتها وتحاول حمايتها، قبل أن يزج بها في السجن، لتنتهي الطفلة عند عجوز ترعاها.
تكتشف الطفلة لاحقا أن الأم، الزاهية، التي جسدتها بإتقانها المعهود فاطمة الزهراء بناصر، ليست والدتها الحقيقية، بل وجدت رضيعة متخلى عنها، سلمت لها لتربيتها. تحاول أن تهرب بغصتها، لكنها تغوص في ذكرى الماضي.
اكتشاف حقيقي جسدته الطفلة غيثة بلخدير التي أبهرت الجمهور بقوة ملامحها وتحكمها في مستوى أدائها، وهو الدور الذي أدته في مرحلة الشباب ماجدولين الإدريسي.
قوة جلية في الفيلم تتمثل في رشاقة الكاميرا وحيويتها ولمستها الشاعرية الحانية، التي تستنطق فضاء تطوان العتيقة وتقتنص ذروة التعبير الوجداني والجسدي لدى الممثل، وهو ما ينسجم مع الرؤية الفنية الراقية لفرحاتي، ويكرس مهنية وتميز تجربة كمال الدرقاوي كواحد من أبرز المصورين السينمائيين في المملكة. سواء في الإطارات الكبرى التي تحبس مشهد المدينة في لوحة جامدة تقريبا، أو في حركة الكاميرا لرصد الإيماءات والتوترات عن كثب، شكلت الصورة في الفيلم عنصر تميز كبير.
الوصفة الحكائية ليست جديدة تماما، في تنقلها بين الزمن، ومراوحتها بين تجشم الواقع وتذكر الماضي، لكن سلاسة المونتاج جعلت تعاقب الأزمنة رحلة عاطفية وذهنية مثيرة في فصول الفيلم الذي شارك في دجنبر الماضي في مسابقة المهر العربي بمهرجان دبي.
اختيار صاحب رائعة “شاطئ الأطفال الضائعين” العمل على تحويل رواية البشير الدامون، إلى الشاشة الكبرى في حد ذاته بادرة فنية تعكس العمق الثقافي للمخرج، وتصنع استثناء جميلا من قاعدة الهوة الكبيرة بين مبدعي السينما وصناع الأدب في البلاد.
يذكر أن “سرير الأسرار” أولى روايات البشير الدامون، صدرت سنة 2008، وأتبعها برواية قوبلت هي الأخرى بترحيب كبير، هي “أرض المدامع”.
اقرأ أيضا
مراكش .. البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية (مناظرة)
أكد المشاركون في المناظرة الجهوية الإفريقية الخامسة للجنة الدولية للري والصرف، اليوم الأربعاء بمراكش، أن البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية، وذلك بالرغم من كونها الأقل إصدارا للغازات الدفيئة.
التنمية المستدامة .. إبرام اتفاقية شراكة بين وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية
أبرمت وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية اتفاقية شراكة تهدف إلى تقديم الدعم الفني لدمج تدابير النجاعة الطاقية وتحقيق اقتصاد طاقي بالمباني وبأسطول النقل الخاص بالوزارة.
البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” (الدورة 12)..التعادل السلبي يحسم المواجهة بين المغرب الفاسي و ضيفه الجيش الملكي
حسم التعادل السلبي ،صفر لمثله ،المباراة التي جمعت فريق المغرب الرياضي الفاسي وضيفه الجيش الملكي ، مساء اليوم الاربعاء على أرضية المركب الرياضي بفاس برسم الدورة 12 من البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” لكرة القدم.