شرطة الكونغو الديمقراطية تتخذ إجراءات حازمة لمحاربة الجريمة في المناطق الحضرية

(من مراسل الوكالة بكينشاسا خالد بركة)

كينشاسا -جددت مصالح شرطة كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية عزمها على عدم ادخار أي جهد وعدم التهاون بشأن الوسائل الكفيلة بوضع حد لظاهرة “كولونا” /العصابات المسلحة المنظمة/ والعصابات المعروفة بعنفها التي ،وفي إفلات تام من العقاب، تزرع الرعب وسط ساكنة العاصمة.

وأكد رئيس شرطة كينشاسا الذي استضافته مؤخرا التلفزة العمومية أن قوات حفظ النظام، التي طفح بها الكيل أصلا إزاء الخروقات المرتكبة من طرف هذه العصابات المسلحة، اتخذت قرار اللجوء إلى القوة عبر إطلاق عملية تحمل اسم “ليكوفي” /التي تعني اللكمة بلغة اللينغالا/، في مرحلتها الثانية / ليكوفي 2/ التي ستختتم في أواسط فبراير المقبل، بعد المرحلة الأولى التي حققت نجاحا باهرا.

فمنذ مدة طويلة ترتكب هذه العصابات المكونة من مراهقين، مسلحين بمختلف أنواع الأدوات والآلات الحادة، بما فيها القنينات والبراغي والخناجر والسواطير، عمليات الابتزاز والسلب في حق المارة، الذين تجردهم من أموالهم وحقائبهم وهواتفهم ومجوهراتهم في عز النهار وأحيانا في وسط كينشاسا على مرأى من المارة الذين يظلون عاجزين عن التدخل بسبب عنف وشراسة أفراد هذه العصابات، الذين

يعرفون بنمط لباسهم الغريب والشاذ.وينحدر هؤلاء الشباب في أغلب الأحيان من الأحياء الفقيرة بكينشاسا، والذين غالبا ما يكونون تحت تأثير المخدرات والمشروبات الكحولية.

وبعد أن انتشرت هذه الظاهرة، التي تهيمن على أبرز عناوين الصحف، على نطاق واسع والتي تتناول الصحافة المحلية بشكل شبه يومي، جرائمها وسط سكان كينشاسا العزل، تم اتخاذ قرار على أعلى مستوى دولة الكونعو يتمثل في اجتثاث ظاهرة الجريمة الحضرية، من خلال إشراك الساكنة التي وضعت رهن إشارتها أرقام هاتفية لتحفيزها على فضح هؤلاء المراهقين.وتأتي هذه العملية استجابة لقرارات وتعليمات المجلس الأعلى للدفاع بالجمهورية، الذي اجتمع في أكتوبر الماضي بكينشاسا، وفي لمومباشي شهرا بعد ذلك والذي تمت خلاله المصادقة على مخطط التنفيذ المتعلق باجتثاث ظاهرة ال”كولونا”، لكي يتم الشروع في تطبيقه.

كما تأخذ هذه العملية بعين الاعتبار تأمين الاحتفالات بنهاية السنة قصد تمكين سكان كينشاسا من إحياء هذه الاحتفالات بكل طمأنينة. وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن القناة التلفزية العمومية لا تتوقف عن بث صور لعناصر الشرطة وهم يعتقلون العشرات من عناصر عصابات”كولونا”.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه العملية التي كانت لها أصداء ايجابية وسط الساكنة، أثارت الجدل. فبحسب بعض المنظمات الأممية ” فإن ما لايقل عن عشرين شخصا، من بينهم 12 طفلا قد يكونوا قتلوا”، بحجة أن العشرات من الأفراد المفترضين في هذه العصابات كانوا ضحايا تدخل “الشرطة وعناصر الأمن” الذين “أعدموهم أحيانا وسط الناس”، وهو ما نفته الشرطة بشكل قاطع. وقبل أسابيع طالب وزير الداخلية بجمهورية الكونغو الديمقراطية من ساكنة كينشاسا منحه مهلة من ثلاثة أشهر لوضع حد لهذه الظاهرة، التي تكلم بحسبه العشرات من الأسر القاطنة بالعاصمة.يذكر أن ظاهرة ال”كولونا” كانت قد انطلقت في أحياء ضاحية حاضرة كينشاسا /12 مليون نسمة/.

وكان هؤلاء المراهقون الجانحون يدخلون في مشاجرات على أشياء تافهة يتعرضون خلالها لجروح خطيرة . وتحول هؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 سنة، إلى لصوص يهاجمون المارة ويسلبونهم ممتلكاتهم وحاجياتهم، وأحيانا يقتلون بعضا منهم. أما حاليا، فقد أصبح بإمكان هواة رياضة المشي، وخاصة المواطنون الأجانب، القيام بجولات قصيرة في الشوارع الرئيسية بكينشاسا دون خشية التعرض للتهديدات، التي كانت تشكل مصدر قلق وتؤرقهم في السابق.