شاطئ” فوم لبوير” قبلة المصطافين بالداخلة ومتنفسها الطبيعي

-اعداد : المختار السملالي)-

الداخلة- في كل موسم صيف يتحول شاطئ “فوم لبوير” المطل على المحيط الأطلسي ، الى فضاء يستقطب ساكنة الداخلة الباحثة عن نسمات عليلة ولحظات استجمام ممتعة توفرها مياه الشاطئ ورماله الذهبية الممتدة على مساحات طبيعية ساحرة.

ويضفي على هذا الفضاء سحرا خاصا ، الموقع الطبيعي الذي يحتله هذا الشاطئ، الذي يعد احد المواقع السياحية العالمية المفضلة التي تمارس بها الرياضات البحرية كالتزلج على الماء وركوب الالواح الشراعية الى جانب شواطئ اخرى تتواجد بخليج وادي الذهب .

ويأتي اختيار الساكنة لشاطئ “فوم لبوير” لقربه من المدينة ولامتداده الطبيعي ولكونه نقطة اتصال بين مواقع طبيعية اخرى كالمنتزه البيئي الغابوي المحاذي له وضيعات تاروما الفلاحية ووحدة تربية النعام بها .

والى جانب هذا البعد الطبيعي، الذي يعطي قيمة مضافة لهذا الشاطئ ومحيطه ، يأتي البعد البيئي ، الذي تضافرت لأجل النهوض به جهود مختلف الفاعلين المحليين والمتدخلين في الشأن البيئي ، مما مكن هذا الشاطئ من الحصول السنة الماضية على “اللواء الازرق”،كعلامة بيئية دولية تمنح للمواقع الاكثر احتراما للبيئة.

ويرفرف هذا اللواء الازرق فوق الشاطئ الاطلسي ، وغير بعيد عنه رفعت ايضا هذه السنة، هذه العلامة البيئية على شاطئ “المسافر” بخليج الداخلة الساحر، تأكيدا على الاهمية التي يحظى بها الجانب البيئي بإقليم وادي الذهب وشواطئه. ومن ضمن الانجازات البيئية بالإقليم ، الدراسات المجالية وآليات التخطيط والتدبير الحضري ، التي تمت أو التي هي في طور الانجاز ، والتي تجعل من البعد البيئي أحد اولوياتها .

وتهدف الجهود المبذولة والآليات المعتمدة في هذا المجال اساسا، الى الرفع من جاذبية المدينة وخلق انسجام بين المكونات الجمالية للنسيج الحضري وارساء تقليد عمراني يراعي البيئة ، وكذا المحافظة على الخصوصيات البيئية للخليج وتعزيز القدرات السياحية بالمنطقة، فضلا عن تحسين شروط الاصطياف.والى جانب ذلك ، يأتي بناء المطرح العمومي الجديد للنفايات المنزلية وتنفيذ مشاريع التطهير السائل والصلب?وتفعيل المشروع الحضري وتهبئة الكورنيش وتفعيل دراسة تهيئة وتطوير الطريق الساحلي والمدخل الشمالي لمدينة الداخلة والعناية بالمساحات الخضراء ، كل ذلك أعطى دفعة قوية لجاذبية المدينة ومجالها ومن ضمنها الشواطئ.

وقد انجزت خلال الاشهر الاخيرة على مستوى مدينة الداخلة مشاريع عدة تهم على الخصوص التهيئة الحضرية والمجالية ، ومن ذلك تهيئة ساحات عمومية ومساحات خضراء وتركيب انارة جديدة بشارع الولاء الذي اصبح يعطي جمالية خاصة للمدينة على امتداد كلومترات تؤدي الى الطريق الدائري الذي تتفرع عنه غربا الطريق المؤدية الى شاطئ “فوم لبوير” وشمالا الى العيون عبر بوجدور وجنوبا الى الحدود الموريتانية عبر بئر كندوز.

واتخذت على مستوى شاطئ “فوم لبوير”اجراءات ساهمت في تحسين صورة ونظافة الشاطئ، من خلال توفير معدات وتجهيزات لتحسين ظروف الاصطياف، ووضع فضاءات رهن اشارة المعاقين وتحسيس المصطافين بأهمية حماية لبيئة والحفاظ على سلامتها .وفي هذا السياق وضعت بالشاطئ لوحات تحسيسية تدعو الى المحافظة على نظافة الشاطئ والمحافظة على البيئة وهي شعارات تحث على زرعها وسط الساكنة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وشركاؤها ، وتهدف إلى جعل الشواطئ فضاءات نظيفة وممتعة تستمتع بها مختلف فئات سكان المنطقة. كما وضعت رهن اشارة مرتادي الشاطئ، الذي جهز بمجموعة من الشاليهات الخشبية كمقرات لعدد من المصالح المعنية ك ” الوقاية المدنية والامن والصحة ” ، عشرات المظلات الشمسية بالمجان والمراحيض العمومية وصناديق لجمع النفايات في إطار خطة تروم نشر الثقافة البيئية وتوفير سبل السلامة للمصطافين الذين وضعت رهن اشارتهم ايضا مجموعة من سباحي الانقاذ وخدمة راديو الشاطئ التي تقدم فقرات ارشادية وترفيهية. و من الاكيد ان اجراءات وتجهيزات كهذه في شاطئ رفعت في سمائه السنة الماضية علامة “اللواء الأزرق” ، نظرا لتوفره على المعايير المطلوبة في عمليات التصنيف للحصول على هذه العلامة، لابد ان تغري المصطافين ورواد وعشاق البحر الذين يستمر أغلبهم في الاستمتاع به إلى اوقات متأخرة جدا من الليل .