المغرب هو البلد الوحيد في العالم العربي الذي استبق “الربيع العربي” بفضل انفتاحه السياسي (مسؤول بالاتحاد الأوروبي)

طنجة – قال المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لدول جنوب المتوسط، برناردينو ليون غروس، يوم الجمعة بطنجة، إن المغرب هو البلد الوحيد الذي استبق أحداث ما سمي ب”الربيع العربي” في المنطقة، عبر تبنيه، منذ أزيد من 15 سنة، خيار الانفتاح السياسي وتعزيز التعددية الحزبية.

واعتبر السيد غروس، في كلمة خلال الجلسة العامة الثالثة لمنتدى “ميدايز” التي نظمت حول “العالم العربي .. هل انتهى فصل الربيع ؟”، أن الملك الراحل الحسن الثاني فتح عدة أوراش إصلاحية في الحقل السياسي خلال عقد التسعينات بصفة خاصة، مكنت المغرب من تدبير المستجد السياسي في المنطقة سنة 2011 بصفة مختلفة.
من جهة أخرى، أكد المسؤول الأوروبي أن الوقت لا يزال مبكرا للحكم على مآلات الأحداث التي شهدتها المنطقة في سنة 2011، مبرزا أن الاتحاد الأوروبي يعمل، بشكل متواصل، على دعم المسار السياسي وتعزيز الديمقراطية والشفافية وحقوق المرأة ودور المجتمع المدني داخل دول الجنوب.
من جانبه، اعتبر مستشار العاهل البحريني للشؤون الدبلوماسية، محمد عبد الغفار، أنه بالإمكان تفسير ما شهدته المنطقة قبل سنتين من ثلاث زوايا، تتعلق الأولى بتكريس نظام الحزب الواحد لعقود طويلة في المنطقة، والثانية بعدم اكتراث الدول الاستعمارية بتطوير البنى السياسية وتكريس الآليات الديمقراطية في الدول العربية عكس، مثلا، ما قامت به بريطانيا في الهند، وأخيرا عجز معظم الدول العربية عن الاستجابة لتطلعات شعوبها.
وأبرز أن التجربة الإصلاحية في بلاده بدأت سنين عديدة قبل أحداث 2011، وأنها تعمل، بشكل متواصل، على التفاعل إيجابيا مع مطالب الشباب البحريني والمجتمع بصفة أعم.
من ناحيته، قال فيليب كراولي، النائب السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلاده كانت تتوقع مسبقا حصول تغيرات بارزة في المنطقة لكن ليس إلى حد تدبيرها أو التحكم فيها كما يصور ذلك البعض.
وشدد على الدور الهام الذي اضطلعت به وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت في ما حصل خلال انتفاضات “اليقظة العربية”، بخلقها “دينامية جديدة في النضال السياسي متينة ومؤثرة بحيث لا يمكن تخطيها بحال من الأحوال”.
وأوضح أن التحديات التي تفرضها هذه الوسائل التواصلية المتطورة لا تخص العالم العربي وحده وإنما العالم الغربي أيضا، مستدلا على ذلك بمثال تسريبات ويكيليكس بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، والنضال الرقمي في الصين من خلال أزيد من 500 مليون مدونة لا تتوقف عن انتقاد وفضح ما تعتبره تجاوزات للسلطة الصينية.
وتم في نهاية أشغال هذه الجلسة تسليم جائزة المبادرة السياسية لمنتدى “ميدايز” 2013 للبرلمانية المصرية السابقة والناشطة السياسية منى مكرم عبيد.
وقال إبراهيم الفاسي الفهري، مدير معهد “أماديوس” المنظم للتظاهرة، خلال تسليمه الجائزة للسيدة عبيد، إن هذه الجائزة تأتي اعترافا بجهودها في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق المرأة والأقليات لا سيما الأقلية القبطية في مصر.
من جهتها، أعربت السيدة مكرم عبيد عن اعتزازها بهذا التكريم الذي هو “تكريم أيضا للمرأة العربية التي كانت في الصفوف الأولى خلال أحداث الربيع العربي”، مؤكدة أن النساء العربيات مصرات على مواصلة نضالهن من أجل الارتقاء بأوضاعهن إلى الأفضل وتكريس وزيادة حضورهن داخل مراكز القرار في العالم العربي.

(عصام واعيس)