آخر الأخبار
الفنانة جولييت بينوش أيقونة السينما الفرنسية: “التمثيل ليس وظيفة بل حياة”

الفنانة جولييت بينوش أيقونة السينما الفرنسية: “التمثيل ليس وظيفة بل حياة”

الأحد, 1 ديسمبر, 2013 إلى 15:11

سعيد الرفاعي

مراكش- بصمت النجمة الفرنسية جولييت بينوش، التي كرمتها الدورة 13 لمهرجان مراكش، تاريخ السينما العالمية، ومنحتها بعضا من أجمل إبداعاتها، وذلك على مدى ثلاثين سنة (1983-2013) من العطاء الثر والتألق الفني الجميل.

وتسابق كبار المخرجين العالميين، من أمثال فيليب كوفمان وهسياو هسيان وجان لوك غودار وعباس كياروستامي وبرونو ديمون، لمنح أدوار البطولة المطلقة وغيرها لهذه الممثلة الفرنسية الرقيقة التي تجسدها بحب وعمق وبطريقتها الخاصة.

وتقديرا لمسارها الإبداعي المتميز واعترافا من السينما وصناعها بما أسدته جولييت بينوش من أياد بيضاء، تربعت على عرش السينما بمنحها جوائز عالمية مرموقة من قبيل جائزة الدب الفضي بمهرجان برلين، وأوسكار أحسن دور ثانوي عن أدائها دور الممرضة “آن” في فيلم (المريض الإنجليزي) لأنطوني مينكيلا، وأحسن دور نسائي في مهرجان كان (فرنسا)، عن فيلم (نسخة طبق الأصل) للإيراني عباس كياروستامي.

كما حازت بينوش جائزة التمثيل في مهرجان البندقية (إيطاليا) جائزة سيزار أحسن ممثلة. وقبل هذا وذاك، لم يخب توقعات النقاد في اعتبارها أمل السينما الفرنسية ، في مستهل مسارها السينمائي الحافل، حين منحها جائزة رومي شنايدر عام 1986.

وعلى غرار الخزانة السينمائية الفرنسية التي خصت جولييت بينوش بالتكريم عام 2008، ووصفها مدير الخزانة سيرج توبيان ب “جولييت البهيجة”، يأتي تكريم الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش (29 نونبر-7 دجنبر) ليحتفي بالتجربة السينمائية الثرية لبينوش التي كشفت باعتزاز أن أباها ازداد ودرس بالمغرب، وأن تربة هذا البلد الجميل تحتضن رفات جدها.

هي موهبة فنية عملاقة، إذن، غذاها اجتهاد وكد ومواظبة، ولكن كانت من ورائها أيضا مورثات ومحفزات من أمها الممثلة ومدرسة الآداب، ومن أبيها النحات، ومن جدها الذي مارس فن التمثيل هواية له إبان إقامته في تزنيت وأكادير.

ولأنه “ليس هناك من فن آخر غير السينما يمكنه أن يخترق وعينا في واضحة النهار ليلج أعماق أرواحنا ويخترق أحاسيسنا مباشرة”، كما قال المخرج السويدي العبقري إنغمار برغمان، توجهت جولييت بينوش في صباها إلى باريس لتدرس الموسيقى، وتتقمص شخصيات الروسي تشيخوف والإيطالي بيرانديللو على خشبة المسرح، قبل أن يختارها الفن السابع لتصبح أيقونة السينما الفرنسية والعالمية.

وغير بعيد عن الترتيب الكرونولوجي، تتوزع فيلموغرافيا جولييت بينوش بين أفلام ذات طابع سياسي وأفلام تاريخية ، تعدها الأقرب إلى قلبيها، وأخرى تندرج في باب سينما المؤلف من جهة، وبين المرحلة الفرنسية والمرحلة التي حلقت فيها عاليا في أجواء عالمية من جهة ثانية.

فالتزامها الإنساني العميق والدقة المعهودة فيها في اختيار الشخصيات التي تجسدها دفعا بها إلى اختيار أفلام تعالج مواضيع ذات طابع سياسي من قبيل الصراع العربي الاسرائيلي على أرض فلسطين في فيلم (الانفصال)، ومحنة اللاجئين في فيلم (كسر الحواجز)، والميز العنصري في فيلم (في بلدي).

وأبدعت جولييت بينوش أيضا في أدائها أدوارا تاريخية مثل (أطفال القرن) 1991، و(أرملة سان بيار) 2000، و(الشوكولا) 2001، وكذا في الفيلم الكوميدي (فارق التوقيت) 2002، دون أن يخونها تألقها في أداء أدوار في سينما المؤلف التي عرفها عليها أستاذها ليوس كراكس، لما أدت الدور الرئيس في فيلميه (دم فاسد) و(عشاق الجسر) 1991.

فقد عادت الفنانة إلى سينما المؤلف، بعد نضجها الفني، خاصة في (أليس ومارتن) لأندري تيشيني، و(رمز غير معروف) 2000، و(مخفي) 2005 لمايكل هانيكي، و(ماري) لأبيل فيرارا 2005، و(كامي كلوديل، 1915) لبرينو دومون ….وغيرها.

وشكل فيلم (ليبرتي بيل) لباسكال كاني عام 1983 شهادة ميلاد الممثلة جولييت بينوش، قبل أن تؤدي عام 1984 أدوارا ثانوية في أفلام فرنسية أخرى مع أندري تيشيني (الموعد) وآنيك أنوي (الفتيات) وروني فيكتور (الحياة الأفضل) وجان لوك غودار (أحييك يا مريم) وبوب ديكو (وداعا فريد).

ثم دخلت بينوش السينما العالمية فشدت الأنظار إليها، خاصة بعد أدائها دورا رئيسا إلى جانب الممثل دانيال داي لويس في فيلم (خفة الكائن التي لا تحتمل) التي اقتبسها فيليب كوفمان عن رواية ذائعة الصيت للروائي ميلان كانديرا، لتتوالى نجاحات الفنانة الفرنسية على مستوى العالم.

ولأنه “ليس هناك من فن آخر غير السينما يمكنه أن يخترق وعينا في واضحة النهار ليلج أعماق أرواحنا ويخترق أحاسيسنا مباشرة”، تبقى جولييت بينوش، أيقونة السينما الفرنسية والعالمية بامتياز، تجسد أدوارها بحب واستغراق وتفان، ولا ترى في التمثيل وظيفة على غرار باقي الوظائف، بل حياة تعيشها لحظة بلحظة.

اقرأ أيضا

مراكش .. البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية (مناظرة)

الأربعاء, 24 نوفمبر, 2021 في 22:02

أكد المشاركون في المناظرة الجهوية الإفريقية الخامسة للجنة الدولية للري والصرف، اليوم الأربعاء بمراكش، أن البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية، وذلك بالرغم من كونها الأقل إصدارا للغازات الدفيئة.

التنمية المستدامة .. إبرام اتفاقية شراكة بين وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية

الأربعاء, 24 نوفمبر, 2021 في 21:55

أبرمت وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية اتفاقية شراكة تهدف إلى تقديم الدعم الفني لدمج تدابير النجاعة الطاقية وتحقيق اقتصاد طاقي بالمباني وبأسطول النقل الخاص بالوزارة.

البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” (الدورة 12)..التعادل السلبي يحسم المواجهة بين المغرب الفاسي و ضيفه الجيش الملكي

الأربعاء, 24 نوفمبر, 2021 في 21:50

حسم التعادل السلبي ،صفر لمثله ،المباراة التي جمعت فريق المغرب الرياضي الفاسي وضيفه الجيش الملكي ، مساء اليوم الاربعاء على أرضية المركب الرياضي بفاس برسم الدورة 12 من البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” لكرة القدم.

انقر هنا للمزيد من المعلومات...

MAP LIVE

أخبار آخر الساعة

M24TV

الأكثر شعبية