الإمارات العربية المتحدة ، مبادرات تنموية ثمرة أربعة عقود من العمل

أبوظبي – استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى أربعة عقود تحقيق نهضة تنموية شاملة همت مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية خلال زمن قياسي حسب أرقى المعايير الدولية حيث وضعت الارتقاء بالمواطن أولوية وطنية ورؤية مستقبلية موجهة لجميع الاستراتيجيات والسياسات التي تعتمدها في قطاعاتها.

وقد تمكنت الإمارات التي تبوأت مكانة مرموقة وانعكست مظاهر التقدم على جميع الجوانب التنموية فيها بما فيها التعليم والصحة والإسكان والثقافة والإعلام لتكون مركزا إقليميا للإعلام والثقافة والفنون وجسرا للتواصل الحضاري، من تحقيق مسيرتها التنموية بفضل العمل الدؤوب مما جعلها في صدارة العديد من تقارير المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة خاصة في مؤشرات تقارير التنافسية العالمية التي صنفتها في قوائم أفضل دول العالم تقدما في مجالات الاقتصاد والبنية التحتية والتنمية البشرية والسياحة والاتصالات والمعلومات والثقافة وغيرها من مؤشرات التنمية المستدامة.

ويعكس فوز الإمارات باستضافة معرض “إكسبو2020 ” الدولي انتصارا تاريخيا واعترافا بإمكانياتها العالية لاحتضان تظاهرة عالمية عريقة يعود تاريخها إلى سنة 1851 بعد أن تفوقت على مدن عريقة كإيكاترنبرغ الروسية، وساو باولو البرازيلية ، وازمير التركية.

وتعد مدينة دبي القطب الاقتصادي والمالي للإمارات، بوابة إلى الأسواق الناشئة وأضخم سوق لإعادة التصدير في العالم وتشغل أكثر من تسعة موانئ بحرية، كما تعد مركزا لأضخم المناسبات العالمية وتبلغ حصة دبي من قطاع المؤتمرات والمعارض 50 في المائة من سوق الشرق الأوسط البالغة قيمتها 1.3 مليار دولار، ويوجد بها أعلى برج وأطول شبكة مترو من دون سائق في العالم.

وترتبط دبي بشبكة عالمية من المواصلات مع أكثر من 220 مدينة في قارات العالم كافة، وهي أول مدينة عربية تنظم معرض “اكسبو2020″ في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، والذي اختارت له شعار ” تواصل العقول : وصنع المستقبل” على اعتبار أن العمل الجماعي هو السبيل الأمثل لتحقيق التقدم رغم أن كل فرد أو دولة أو مجتمع قد ينطوي بحد ذاته على الكثير من المميزات الفريدة.

وحسب مجموعة من المهتمين فإن استضافة دبي لهذه التظاهرة العالمية، تأتي في مرحلة يواجه فيها المجتمع الدولي تحديات أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، الأمر الذي يقتضي الارتقاء بالتواصل بين الشعوب والأفكار إلى مستويات غير مسبوقة.

ومن هذا المنطلق سيوفر “معرض إكسبو الدولي” في دبي منصة تواصل مهمة تساعد في تأسيس شراكات جديدة تضمن الازدهار والاستدامة في المستقبل.

ويتوقع أن يستقطب المعرض على مدى ستة شهور من تنظيمه نحو 25 مليون زائر من بينهم 70 في المائة من جميع أنحاء العالم، وأن يحقق إيرادات وعائدات تصل إلى نحو 53 مليار درهم إماراتي ويوفر أكثر من 280 ألف فرصة شغل.

وتعد الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي لسنة 2012 بعد أن ارتفع ناتجها المحلي الإجمالي من 181 مليار دولار في 2006 إلى 375 مليار دولار في 2012 ، ورغم الارتفاع الكبير في عدد السكان خلال السنوات الأخيرة، فقد حافظت دولة الإمارات على مركزها المتقدم في العالم العربي من حيث دخل الفرد الذي بلغ أكثر من 49 ألف دولار في العام 2012.

وكشف أحدث تقرير للتنافسية العالمية صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) لسنة 2013/2014 تقدم دولة الإمارات بخمس مراتب لتقفز من المرتبة 24 سنة 2012 إلى المرتبة 19 في التصنيف العام لتنافسية الدول.كما حافظت للسنة الثامنة على التوالي على تواجدها في مرحلة “الاقتصاديات القائمة على الإبداع والابتكار، التي تعتبر أكثر مراحل الاقتصاديات العالمية بناء على منهجية المنتدى الاقتصادي العالمي وتعرف الاقتصاديات القائمة على الإبداع والابتكار بأنها الاقتصاديات التي يمكنها المحافظة على مستويات أعلى للأجور والعمل بتخطيط استراتيجي للارتقاء بجودة الحياة ومستويات المعيشة.

ويعد تقرير التنافسية العالمي الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي من أهم التقارير العالمية الذي يهدف إلى مساعدة الدول في تحديد العقبات التي تعترض النمو الاقتصادي المستدام ووضع الاستراتيجيات للحد من الفقر وزيادة الرخاء وتقييم قدرتها على توفير مستلزمات عالية من الازدهار والرفاهية لمواطنيها. كما تبوأت الإمارات المركز الرابع عالميا في مجال جودة البنية التحتية وفقا لمؤشرات تقرير التنافسية الدولي، وجاءت في المرتبة الأولى عالميا في مؤشر جودة الطرق والمرتبة الثانية عالميا في البنية التحتية للنقل الجوي.

وقدر تقرير “أونكتاد للاستثمار العالمي 2013” إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة التراكمية في الإمارات خلال الفترة من 2007 حتى 2012 بنحو 202,1 مليار درهم (55 مليار دولار) فيما بلغ مجموع الاستثمارات المصدرة من الدولة إلى الخارج خلال الفترة ذاتها نحو 146 مليار درهم (8ر39 مليار دولار).

واحتلت الإمارات المركز الثاني عربيا كأكبر دولة مضيفة للاستثمارات الأجنبية بقيمة 9,6 مليار دولار، وفقا للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار /ضمان/ في تقريرها السنوي لمناخ الاستثمار في الدول العربية للعام /2012-2013/.

وتمكنت الإمارات على مدى خمس سنوات الماضية من الارتقاء إلى الدرجة 19 في تصنيفات دليل التنمية البشرية وهذا يعني أن الإماراتيين باتوا يتمتعون بأعلى مستوى للمعيشة من أي وقت مضى وأن التقدم في هذا الصدد كان أسرع بكثير من العديد من البلدان الأخرى.

وتصدرت دولة الإمارات التقارير الإقليمية والدولية لمؤشرات السعادة والرضى بين الشعوب، وفي أحدث نتائج للمسح الثاني للأمم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضى بين شعوب العالم لسنة 2013 حافظت دولة الإمارات على موقعها في المركز الأول عربيا ، وتقدمت ثلاثة مراكز عالميا لتحل في المرتبة الرابعة عشرة في مؤشرات السعادة.

وتتطلع دولة الإمارات العربية المتحدة التي وضعت الارتقاء برفاهية ورخاء المواطن ضمن أولوياتها، إلى تعزيز هذه المكتسبات التي جعلتها تتبوأ مكانة متقدمة في العديد من المجالات.

فاطنة خراز