اجتماع لجنة القدس ينعقد في ظرفية مهمة في سياق مسلسل التفاوض (أستاذ جامعي)

(أجرت الحديث : سناء بنصري)

الرباط – أكد السيد الحسان بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، أن اجتماع لجنة القدس الذي ينعقد يومي17 و 18 يناير الحالي بمراكش، يأتي في ظرفية مهمة، في سياق مسلسل التفاوض الذي تقوده الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وأضاف السيد بوقنطار، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الاجتماع ينعقد أيضا في ظل التحولات التي يشهدها الفضاء العربي والإسلامي على إثر تداعيات الربيع العربي، وكذا في سياق تغيرات لم تبرز معالمها الأساسية بعد من قبيل التحول الذي تعرفه إيران مع انتخاب الرئيس الإصلاحي الجديد وما يؤشر عليه ذلك من إمكانية تغيير السياسة الخارجية الإيرانية.
وأعرب عن أمله في أن يشكل هذا الاجتماع، الذي يؤكد مركزية القدس وأهميتها بالنسبة للبلدان العربية والإسلامية، دعما للطرف الفلسطيني في هذه الجولة من المفاوضات، معتبرا أن الشعب الفلسطيني أكثر حاجة اليوم للتضامن لدعم موقفه التفاوضي.
وقال إن من شأن هذا اللقاء أن يشكل فرصة لفتح جسور للتواصل مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، خاصة تلك التي عرفت العلاقات معها بعض التوتر كما هو الشأن بالنسبة لإيران.
وأوضح أن هذا الاجتماع جاء امتدادا للمبادرات الملكية التي تندرج في إطار الدفاع عن القضية الفلسطينية بشكل عام، مذكرا بالرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رئيس لجنة الحقوق غير قابلة للتفريق للشعب الفلسطيني بمناسبة يوم التضامن مع فلسطين الذي تنظمه الأمم المتحدة والتي جدد فيها جلالته “الدعوة للقوى الدولية المؤثرة لحمل إسرائيل على وقف كل انتهاكاتها بالأراضي الفلسطينية المحتلة ، والالتزام بتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية لكي تبقى القدس كما كانت رمزا للتعايش والسلام بين الديانات التوحيدية”.
وأشار، في السياق ذاته، إلى الرسالة التي وجهها جلالة الملك أيضا إلى قداسة البابا فرانسيس والتي عبر فيها “عن الانشغال العميق الذي نشعر به في المملكة المغربية وفي سائر الأقطار الإسلامية، بخصوص قرب توقيع دولة الفاتيكان وإسرائيل على مشروع ملحق للاتفاقية المبرمة بين الطرفين سنة 1993، والمتعلق بممتلكات الكنيسة الكاثوليكية بمدينة القدس المحتلة”.
وأعرب جلالة الملك، في هذا الرسالة، عن يقينه بأن “أي اتفاق مع إسرائيل لا يأخذ بعين الاعتبار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، سيخلف خيبة أمل عميقة لدى شعوب العالم الإسلامي، ولن يخدم السلام المنشود “.
ويعد انعقاد هذا الاجتماع، بحسب السيد بوقنطار، تأكيدا مجددا لانخراط المملكة المتواصل في الهواجس العربية والإسلامية واستمرار المغرب بقيادة جلالة الملك في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ورفضه كل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير ملامح وهوية القدس كعاصمة لفلسطين .
وفي ما يتعلق بوكالة بيت مال القدس، أكد الأستاذ الجامعي أن تأسيس هذه الوكالة يؤشر على الوعي بأن مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس لا يتم فقط من خلال مواقف وبيانات بل يتطلب أداة عملية تهتم بالقيام بمبادرات في عين المكان.
فرغم إمكانياتها المحدودة، يضيف السيد بوقنطار، قامت الوكالة منذ تأسيسها بتمويل عدة مشاريع؛ خاصة في المجالات الاجتماعية، مبرزا أن 80 في المائة من المشاريع يتم تمويلها من طرف المغرب، وهو ما يؤكد، برأيه، انخراط المغرب بشكل ملموس في الدفاع عن المركز التاريخي للقدس.