المخرج عمر مول الدويرة: فيلم “فوهة” يعكس الصراع النفسي لخروج الطفل من حضن المرأة إلى عالم الرجال

من مبعوث الوكالة: سعيد الرفاعي

طنجة – قال المخرج المغربي الشاب عمر مول الدويرة إن فيلمه (فوهة)، الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي المنظم في طنجة يعكس مخاوف الطفولة، والصراع النفسي القوي الذي يعيشه الطفل من أجل الاختيار بين عالمي النساء والرجال.
وأوضح مول الدويرة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الخميس، أن الفيلم (29 دقيقة)، التي تدور قصته في مدينة أبي الجعد مسقط رأسه، يحكي مخاوف كريم (7 سنوات)، وحيد والديه، من عالم الجن والعفاريت، وصعوبة انتقاله من مرافقة والدته إلى مرافقة والده إلى الحمام العمومي، بما يمثله من خروج من حضن الأمومة الدافيء.
وأشار المخرج المغربي، المزداد في باريس عام 1973، إلى أن فيلمه رأى النور عام 2012 من رغبتين تتمثل أولاهما في حنينه لطفولته والانتقال الصعب إلى مرحلة المراهقة، فيما تتمثل الثانية في الحديث عن أبي الجعد المدينة العريقة (أزيد من خمسمائة سنة)، المليئة بالألغاز والروحانيات والحريصة على التقاليد والأعراف.
وعبر مول الدويرة عن تفضيله “لأفلام تحكي قصصا تأخذ المتلقي ، وقبله مخرج الفيلم، من أيديهم لتنقلهم إلى عالم آخر”، مشيرا إلى أن الأهم من كل هذا، في اعتقاده، هو كيفية حكاية القصة بشكل جيد، إذ أنه لا توجد وصفة سحرية تمكن من فعل ذلك ، بل يبقى هذا من فعل صانعي الأفلام.
وأضاف أن طريقته في إنجاز الفيلم تتمثل في الاهتمام ببناء شخوصه من حيث مشاكلها ومخاوفها وإحباطاتها، ومن حيث نقاط ضعفها وقوتها، وأساسا من حيث رغباتها وكيفية توصلها إلى تحقيقها والثمن المستعدة لأدائه من أجل ذلك.
وأضاف أن المتلقي يعرف أن الشخصية غير حقيقية، ولا توجد على أرض الواقع، لذا هو يتجاوز حين يتم بناؤها بشكل جدي قبل الانتقال إلى وضعها في إطار حكائي، وصوغها بشكل فني وأنيق، وهو ما يتطلب وقتا وصبرا شديدين تعقبهما سعادة الإنجاز.
ورأى أن الفن بالضرورة يحمل رؤية سياسية، وأن المرء يحكي بشكل أفضل عن أشياء يعرفها جيدا، باعتبار الفيلم “سفر عاطفي” في الزمن والمكان من أجل إرضاء الذات أولا والجمهور ثانيا وأخيرا.
وكان فيلم “فوهة” قد فاز بجائزة السيناريو في فئة الفيلم القصير خلال الدورة 14 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.