الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة محور مباحثات السيد كريم غلاب بالخارجية الأمريكية

واشنطن- شكلت الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، والأجندة المشتركة حول قضايا الديمقراطية والتنمية المستدامة والأمن، محور المباحثات التي أجراها رئيس مجلس النواب كريم غلاب، يوم الخميس بواشنطن، مع مساعدة كاتب الدولة المكلفة بشؤون الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية، إليزابيث جونز.

وقال السيد غلاب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذا اللقاء، “لقد تحدثنا عن الشراكة بين الرباط وواشنطن، كما أشدنا بأهمية هذا الحوار التي يجسد مجموعة الأفكار والآراء والأجندة المشتركة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وأعرب رئيس مجلس النواب عن رغبة المملكة في تعزيز الحوار الاستراتيجي بين الجانبين عبر إضافة البعد البرلماني، مشيرا إلى الدينامية التي يمكن أن يضيفها الحوار بين ممثلي الشعبين و”التي لا يمكن لها إلا إغناء هذه الشراكة الاستثنائية”.

وأشار السيد غلاب إلى أنه لمس لدى السيدة إليزابيث جونز، كما لدى رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي جون بوينر وباقي أعضاء الكونغرس الذين التقى بهم أمس الأربعاء، “اهتماما كبيرا واستقبالا إيجابيا لهذا الاقتراح الذي نحاول تفعيله عبر الآليات البرلمانية الملائمة”.

من جهة أخرى، تطرق السيد غلاب والسيدة جونز إلى الدور الذي يضطلع به المغرب على الصعيد الإقليمي، في إشارة إلى الزيارة التي يقوم بها صاحب جلالة الملك محمد السادس إلى مالي، بمناسبة تنصيب الرئيس المالي الجديد إبراهيم بوبكر كيتا، مذكرا بأن المملكة واكبت الجهود المبذولة من طرف المجموعة الدولية من أجل مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل.

وأشار إلى أن “هذه العناصر أثارت ارتياح شريكنا الأمريكي الذي أشاد بالحوار الاستراتيجي والجهود المبذولة من قبل المغرب على مستويات الإصلاح الديمقراطي بقيادة جلالة الملك محمد السادس”.

وشدد الطرفان على ضرورة مواصلة الإصلاحات المتعلقة بحقوق الإنسان، وتطرقا إلى القضية الوطنية، حيث أبرز السيد غلاب أن قضية الصحراء شأن يهم المغاربة قاطبة، مذكرا بأن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، والذي وصفته الولايات المتحدة الأمريكية مرارا بالجدي والواقعي وذي المصداقية، يشكل الحل الأنسب للخروج بقضية الصحراء من المأزق.

كما تباحث السيد غلاب مع السيدة جونز حول التعليمات الملكية السامية للحكومة للشروع، دون تأخير، في بلورة وتنفيذ استراتيجية ومخطط عمل، بغية صياغة سياسة شاملة في مجال الهجرة.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أشادت بمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى إصلاح منظومة الهجرة ومنح اللجوء “بناء على مقاربة أكثر عدالة ونجاعة” وفق تصريح لمسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية لوكالة المغرب العربي للأنباء.

وأكد هذا المسؤول الأمريكي أن “المبادرة التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس، في العاشر من شتنبر الجاري، والرامية إلى إصلاح منظومة الهجرة ومنح اللجوء، بناء على مقاربة أكثر عدالة ونجاعة، والتي تتماشى مع توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تستحق كل الإشادة”، مضيفا أن “الولايات المتحدة تنتظر تنفيذا سريعا لهذه السياسة الجديدة من قبل الحكومة”.