نحو إحداث فضاءات صناعية بمركب سجني شمال المغرب في تجربة نموذجية لدعم انخراط السجون في محيطها الاقتصادي

تطوان – أكد المدير الجهوي للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بجهة طنجة تطوان، السيد عبد الهادي بلوز، أن المندوبية العامة بصدد تشييد مركب سجني جديد بمدينة طنجة سيضم فضاءات صناعية، في تجربة نموذجية على الصعيد الوطني لدعم انخراط المؤسسات السجنية في محيطها الاقتصادي.

وأضاف السيد عبد الهادي بلوز، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه “المنشأة النموذجية على الصعيد الوطني”، التي ستفتح أبوابها في أفق 2014 وستضم، بالإضافة إلى أحياء خاصة بالنساء والرجال والأحداث ومرافق أخرى ترفيهية وثقافية وتعليمية، فضاءات صناعية إنتاجية من المنتظر أن يشتغل بها نزلاء المركب السجني بعد خضوعهم لتكوين ملائم سيشرف عليه شركاء إدارة السجون المؤسساتيون والخواص، من ضمنهم المكتب الوطني للتكوين المهني.

وأوضح أن قطاعات عمومية وخاصة، من ضمنها أيضا مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، ستساهم في تكوين وتأهيل نزلاء المركب الجديد، الذي سيشيد على مساحة تفوق 85 هكتارا، لتمكينهم من المعارف والمهارات والخبرات والتي ستمكنهم من العمل في أوراش صناعية وإنتاجية تتضمن مختلف المجالات والقطاعات الإنتاجية وتلائم خصوصيات تدبير السجون والقوانين التي تؤطرها.

ورأى السيد بلوز أن إنشاء مثل هذه الفضاءات الصناعية بالمركب السجني الجديد هو “منظور جديد يحمل أكثر من دلالات وأهداف”،التي تتمثل أساسا في “أنسنة المؤسسات السجنية، وربط السجون بمحيطها الاقتصادي، وجعل السجناء فاعلين في محيطهم الاجتماعي والإنتاجي، وتكوين النزلاء على اختلاف قدراتهم المعرفية خلال مرحلة قضائهم العقوبة الحبسية أو السجنية، وإعدادهم لمرحلة ما بعد السجن في إطار إعادة الإدماج، وتمكين السجناء من مؤهلات تساعدهم في إيجاد فرص الشغل وبالتالي الانخراط في سوق العمل والاندماج في المجتمع من جديد”.

كما يروم إنشاء هذه الفضاءات، التي ستعمم مستقبلا على باقي مناطق المغرب، إلى “تحسين بنيات المؤسسات السجنية وفقا للتوجيهات الملكية السامية وعملا بمقتضيات الدستور الجديد، الذي يضمن الحق والكرامة لكل أفراد المجتمع، وإيواء السجناء في ظروف ملائمة، وتشغيل ساكنة السجون أثناء قضائهم العقوبات السالبة للحرية، وخلق دينامية اقتصادية داخل المؤسسات السجنية تواكب التحولات التي تشهدها جهة طنجة تطوان، وجعل السجين عضوا فاعلا ومنتجا في المجتمع”.

وخلص السيد عبد الهادي بلوز إلى أن تمكين النزلاء من تكوين مهني علمي نظري وتطبيقي بالفضاءات الصناعية بالمركب الجديد سيساهم عمليا في “إدماج السجناء مهنيا واجتماعيا بعد خروجهم من السجن، وتمكينهم من المهارات الأساسية في مهن وحرف تتماشى ومتطلبات وحاجيات سوق الشغل وتسهيل الحياة عليهم بعد قضاء العقوبات والإفراج عنهم”.

أجرى الحديث : عبد العزيز حيون