آخر الأخبار
طنجة تجتذب الإسبان كما فعلت في الماضي

طنجة تجتذب الإسبان كما فعلت في الماضي

الثلاثاء, 16 يوليو, 2013 إلى 17:44

طنجة-على مر الأزمان، جذبت طنجة، المدينة العالمية بامتياز، مواطنين من عدة بلدان قدموا ليتخذوا منها مسكنا، وهي ظاهرة امتدت بفضل التنمية الاقتصادية التي شهدتها خلال العشرية الأخيرة هذه المنطقة، التي تجذب في المقام الأول جيرانها الإسبان.

ويعد الأمر طبيعيا بالنسبة لمدينة حظيت خلال فترة الحماية بوضع دولي جعل منها ملتقى للثقافات والحضارات ونقطة عبور بين إفريقيا وأوروبا. وهي الفترة التي طبعت بعمق روح وشخصية طنجة وجعلت منها مدينة منفتحة على الآخر وأرضا للالتقاء والتعايش.

عاش بطنجة إسبان كثر وساهموا في بناء إشعاعها العالمي، إذ أقاموا حيا يقرب من المدينة العتيقة ويطل على البحر من جهة الميناء والشاطئ البلدي. حيث يوجد بين جدران هذا التجمع المعماري مسرح سيربانتيس الكبير الذي يشهد على الحياة الثقافية والاجتماعية لتلك الحقبة.

وإذا كان العديد من الإسبان، على غرار الجاليات الأجنبية الأخرى، غادروا البلاد بعد الاستقلال، فإن آخرين ظلوا متمسكين بأرض الاستقبال مبقين على تقاليد التعايش والتبادل مع المغاربة.

خوان بيرناردو غيلن غارسيا، من مواليد سنة 1929 ، حلاق سابق ومراسل لبعض الصحف في إسبانيا وطنجة، شاهد حي على مختلف التحولات التي عرفتها المدينة منذ أن كانت منطقة دولية إلى الآن.

ويحفظ غارسيا في ذاكرته الغنية على الخصوص الصداقة العميقة والاحترام المتبادل اللذين ميزا دائما الروابط بين الإسبان والمغاربة بطنجة.

واعتبر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا التفاهم يسره كون العديد من سكان مدينة طنجة يتحدثون اللغة الإسبانية. وقال “عشت أفضل سنوات حياتي هنا في طنجة، المدينة المضيافة التي تزخر بسحر فريد يثير جميع زوارها”.

والتحق بمحبي مدينة طنجة والمزدادين بها وافدون جدد بصفات جديدة. ويتعلق الأمر أولا بالمقاولين ورجال الأعمال ومهنيي الصناعة الإسبان الذي قدموا من أجل الاستثمار في سوق شابة واعدة غير بعيدة عن بلدهم، واغتنموا فرص الأعمال في مدينة تتوفر على مناطق حرة ووضع جبائي خاص ملائم لتنمية الاستثمارات.

وفي هذا الصدد، قال رئيس غرفة التجارة والصناعة الإسبانية بطنجة خوسي إستيفيز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن حوالي 200 مقاولة إسبانية أو مساهمة برأسمالها في مقاولة مغربية استقرت بمدينة طنجة. وتتمركز المقاولات الصناعية على الخصوص على مستوى المنطقة الحرة للتصدير والمنطقة الصناعية مغوغة ومناطق جديدة.

وأبرز السيد إستيفيز أن المستثمرين الإسبان يجدون في المغرب وسطا مضيافا، مع الاستفادة من تطور البنيات التحتية الصناعية واللوجستيكية، خاصة في منطقة طنجة التي أضحت تتوفر في العشرية الأخيرة على ميناء ذي أبعاد دولية، ميناء طنجة المتوسط، وبنيات تحتية أخرى تسهل تطوير الأعمال.

ويساهم التقارب الثقافي بين الشعبين وتشابه نمط العيش بينهما، خاصة في شمال المغرب، في الاندماج الجيد للإسبان في النسيج الاجتماعي للمدينة.

واعتبر السيد إستيفيز أن الإسبان يبذلون جهودا أكبر مقارنة مع 20 سنة خلت في ما يخص التقارب الثقافي، خاصة عبر تعلم اللغة العربية، وينخرطون بقوة في المبادرات ذات الطابع الاجتماعي التي تعكس التعايش التام مع المجتمع المغربي.

وخلال السنوات الأخيرة، انضاف وافدون جدد ذوو مسارات مختلفة إلى رجال الأعمال وموظفي التعليم والمصلحة الثقافية الإسبانية والمتقاعدين الذين شكلوا حتى الآن المكون الأساسي للجالية الإسبانية المقيمة في المغرب. ويتعلق الأمر بأطر عليا ومتوسطة، وصغار المقاولين أو العمال في مختلف القطاعات كالهندسة والتجارة والبناء والمطاعم، الذين اختاروا الاستقرار في الجهة المقابلة لمضيق جبل طارق بفعل الأزمة التي تعاني منها عدة بلدان أوروبية، بما فيها إسبانيا.

ويصعب التحديد الكمي لهذه الظاهرة الحديثة جدا، في ظل غياب أرقام محينة تميز بين العمال وسياح الإقامة الطويلة والقصيرة الأمد وباقي الإسبان المقيمين في المغرب.

وكان المعهد الوطني الإسباني للإحصاء أشار مؤخرا إلى أن عدد الإسبان المقيمين في المغرب، كثاني أكبر جالية أجنبية بعد الفرنسيين، تضاعف أربع مرات ما بين 2003 و2011 ليصل إلى 10 آلاف شخص.

وناشدت وزارة الداخلية مؤخرا مواطني البلدان الأوروبية الذي يقيمون أو يعملون بالمغرب بشكل مؤقت أو دائم، استيفاء الإجراءات المتعلقة بإقامتهم ومشاغلهم المهنية، من أجل تحسين ظروف إقامة هؤلاء والسهر على أمنهم وضمان حقوقهم.

وينبئ إقبال المزيد من الأوروبيين، خاصة الإسبان، على الاستقرار بالمغرب على القدرة الاقتصادية للبلد كأرضية للفرص، في قمة التطور، دون أن يصل ذلك لدرجة الحديث عن تدفق للمهاجرين القادمين من الضفة الشمالية للمتوسط.

وفي طنجة، يؤكد هذا التوجه ببساطة طابع هذه المدينة الكريمة والمنفتحة على العالم، باعتبارها ملتقى للطرق وموقعا ساميا للتمازج الثقافي، السمة التي ميزتها طوال تاريخها.

( هشام بومهدي)

اقرأ أيضا

مراكش .. البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية (مناظرة)

الأربعاء, 24 نوفمبر, 2021 في 22:02

أكد المشاركون في المناظرة الجهوية الإفريقية الخامسة للجنة الدولية للري والصرف، اليوم الأربعاء بمراكش، أن البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية، وذلك بالرغم من كونها الأقل إصدارا للغازات الدفيئة.

التنمية المستدامة .. إبرام اتفاقية شراكة بين وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية

الأربعاء, 24 نوفمبر, 2021 في 21:55

أبرمت وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية اتفاقية شراكة تهدف إلى تقديم الدعم الفني لدمج تدابير النجاعة الطاقية وتحقيق اقتصاد طاقي بالمباني وبأسطول النقل الخاص بالوزارة.

البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” (الدورة 12)..التعادل السلبي يحسم المواجهة بين المغرب الفاسي و ضيفه الجيش الملكي

الأربعاء, 24 نوفمبر, 2021 في 21:50

حسم التعادل السلبي ،صفر لمثله ،المباراة التي جمعت فريق المغرب الرياضي الفاسي وضيفه الجيش الملكي ، مساء اليوم الاربعاء على أرضية المركب الرياضي بفاس برسم الدورة 12 من البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” لكرة القدم.

انقر هنا للمزيد من المعلومات...

MAP LIVE

أخبار آخر الساعة

M24TV

الأكثر شعبية