برامج مغربية رائدة في الخدمة العامة تحصد جوائز استحقاق أممية

المنامة – تسلم المغرب، في ختام أشغال منتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة، يوم الخميس بالمنامة، ثلاث جوائز استحقاق، اعترافا بمشاريع رائدة له في مجالات نظام التقاعد، واعتماد مقاربة النوع في التنمية البشرية، وابتكار وسيلة آمنة للتواصل عبر رموز الاستجابة السريعة.

وفازت بهذه الجوائز المشاريع النموذجية المتمثلة في إدماج مقاربة النوع في المخطط الاستراتيجي للتكوين وتقوية الكفاءات لفائدة الجماعات الترابية (مديرية تأهيل الأطر الإدارية والتقنية – وزارة الداخلية)، والنظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد (صندوق الإيداع والتدبير)، واعتماد رموز الاستجابة السريعة (الوكالة الحضرية للصويرة).

واعتبرت السيدة نجاة زروق رئيسة لجنة الخبراء في الإدارة العمومية لدى منظمة الأمم المتحدة، العامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية، التي تسلمت الجائزة الأولى، أن هذا التتويج الرفيع يعد بثابة “اعتراف بمختلف الإنجازات التي تحققت بالمملكة والإصلاحات التي تنهجها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس”.

وقالت السيدة زروق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن نيل أول جائزة استحقاق أممية على صعيد إفريقيا في ما يخص إدماج مقاربة النوع في تقديم الخدمات العمومية، يعتبر مبعث اعتزاز وتحفيز في نفس الوقت على الانخراط أكثر وبذل المزيد من الجهد لتعزيز المسلسل التنموي بالمملكة، وتمكين بلدان أخرى خاصة بإفريقيا والعالم العربي، من الاستفادة من تجربتنا”.

وأشارت إلى أن برنامج المديرية التي تشرف عليها يندرج في سياق مواكبة ودعم المسلسل الذي شهده المغرب منذ فترة طويلة لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع ودورها في التنمية، موضحة أن مهمة المديرية تكمن في دعم الجماعات المحلية على مستوى التكوين وتعزيز الطاقات وتطوير الكفاءات لفائدة المنتخبين المحليين (27 ألف و 779 منتخبا تشكل نسبة النساء منهم 38ر12 في المئة)، والموظفين (151 ألف موظف من بينهم العديد من النساء اللواتي يزاولن مختلف المهن).

وأضافت المسؤولة المغربية، التي شاركت في ورشة عمل للمنتدى حول تمكين المرأة، أن برنامج التكوين المعتمد ضمن المخطط الاستراتيجي لمقاربة النوع برنامج متعدد الأبعاد (التكوين والتشبيك وتطوير الكفاءات ومكافحة الأمية والفجوة الرقمية وتعزيز المعارف)، مبرزة أن هذا العمل الذي انطلق منذ 2010 بدأ يعطي ثماره، حيث أبانت منتخبات محليات عن اضطلاع كبير بالمسؤولية وانخراط فعال في مجهود التنمية المحلية الى جانب الرجال.

وبخصوص جائزة الاستحقاق التي نالها صندوق الايداع والتدبير، قال مدير الإنماء قطب الاحتياط في الصندوق، السيد أحمد إقبال ابن ابراهيم، إنها تكافئ نموذج مكافحة الفساد الذي اعتمده القطب، بفضل برنامج واسع للتحديث أسفر عن نتائج فعالة في ما يخص ترسيخ الشفافية والتتبع وتسريع نظم المعلومات.

ويروم ورش التحديث هذا، يضيف السيد ابن ابراهيم في تصريح مماثل، إرضاء كافة الأطراف المعنية وذلك من خلال تمكين المواطن من خدمة عامة فعالة وعالية الجودة، والقيام بمواكبة ناجعة ومبتكرة للسلطات العمومية في كل مشروع للتنمية والاحتياط في المغرب.
وأوضح أن نموذج مكافحة الفساد المعتمد من قبل النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد يرتكز على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في العمل على انخراط الموظفين من خلال التدريب والتوعية واعتماد مدونة سلوك نموذجية في التدبير، والتوجه الاستراتيجي الداعم لمختلف أعمال مكافحة الفساد، والتميز العملياتي من خلال ترشيد أنشطة قطب الاحتياط وتدبير المخاطر وتعزيز التواصل مع الشركاء.

وفي ما يتعلق بجائزة الاستحقاق التي حصلت عليها الوكالة الحضرية للصويرة، عن استعمال رموز الاستجابة السريعة، قال مدير الوكالة، السيد يونس أسري، إن هذا التتويج الدولي محفز على بذل المزيد من الجهود من أجل انخراط الوكالات الحضرية في ورش اللامادية المطلق.

وأوضح السيد أسري، الذي قدم عرضا خلال ورشة عمل بالمنتدى الدولي حول استعمال رموز الاستجابة السريعة المعتمد من قبل الوكالة، أن الأمر يتعلق بتقنية مبتكرة لملاءمة محتوى الموقع الالكتروني للمؤسسة مع الهواتف الذكية، ولنشر المعلومات بطريقة فعالة، بسيطة وسريعة.

وأضاف أن الوكالة الحضرية للصويرة، التي تعد أول مؤسسة عمومية بالمملكة تستخدم هذه الرموز، نظمت بشراكة مع فيدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب ورشا لتعميم استعمال هذه التقنية على مجموع هذه الوكالات.

وبفضل استخدام رموز الاستجابة السريعة، توجد جميع المعلومات بالموقع الالكتروني للوكالة آنية وفي المتناول، دون الحاجة إلى التنقل الى مقر المؤسسة أو الجماعة الحضرية المعنية لمعرفة مآل طلب رخصة البناء مثلا.

وتكرم (جوائز الامم المتحدة للخدمة العامة 2013)، الموزعة خلال الحفل الختامي للمنتدى الذي شارك فيه نحو سبعمائة شخص، يمثلون أزيد من تسعين دولة، من بينهم العديد من الوزراء ومسؤولي المؤسسات والهيئات المعنية بالخدمة العامة والحكامة، مشاريع نوعية ساهمت في تطوير الخدمات العامة والخدمات الإلكترونية.

من المبعوث الخاص إلى المنامة : أحمد الطاهري