وفد من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يتباحث ببامبلونا مع مسؤولين من إقليم نافارا

بامبلونا (إسبانيا) – أجرى وفد من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقيادة الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، أمس الاثنين ببامبلونا عاصمة نافارا (شمال إسبانيا)، مباحثات مع عدد من المسؤولين والقادة المحليين.

وهكذا التقى الوفد رئيس برلمان نافار ألبرتو كتالان، كما اجتمع بنائب رئيس حكومة نافار خوان لويس سانشيز دي مونيين، بحضور مدير الهجرة في الحكومة الإقليمية أندريس كاربونيرو، وعمدة بامبلونا إنريكي مايا.

واستعرض الجانبان خلال هذه اللقاءات العلاقات بين المغرب وإسبانيا وآفاق التعاون في العديد من المجالات، لاسيما في المجال الاقتصادي وفي إطار العمل البرلماني.

وانتهز المسؤولون في نافارا هذه الاجتماعات لشرح الخصوصية الثقافية والتاريخية لهذه المنطقة الواقعة بشمال إسبانيا، وكذا الهيكل الإداري وسير مؤسساتها وعلاقاتها مع الحكومة المركزية.

كما أعربوا عن استعدادهم للمضي قدما في التعاون مع المغرب في مختلف المجالات، مؤكدين أن زيارة وفد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعببة نافار ليست سوى بداية لمسلسل تعاون سيتتعزز مستقبلا.

وشكلت هذه الاجتماعات، أيضا، فرصة للاطلاع على أوضاع الجالية المغربية المقيمة بنافارا، لاسيما في هذه الظرفية الصعبة والمتمثلة أساسا في الأزمة الاقتصادية.

من جانبه قدم السيد لشكر والوفد المرافق له، أمام محاوريهم الخطوط العريضة لمسلسل الإصلاح الذي دشنه المغرب منذ أزيد من عقد من الزمن، والذي توج باعتماد الدستور الجديد سنة 2011، مبرزين أهمية إعمال أحكام هذا النص.

وأشار وفد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يضم على الخصوص أعضاء من المكتب السياسي وبرلمانيين، إلى أن المغرب اختار النهج السلمي والديمقراطي لتحقيق مسلسل الإصلاح، مشكلا بذلك استثناء في المنطقتين المغاربية والعربية.

وأوضح الوفد في هذا الصدد أنه رغم الخلافات حول العديد من القضايا فإن توطيد دولة القانون والمؤسسات يشكل الأولوية بالنسبة لجميع القوى السياسية الديمقراطية بالبلاد، مؤكدا عزم المغرب على مواصلة طريقه نحو التقدم والازدهار.

وشكلت الاجتماعات مع المسؤولين في نافارا، أيضا، فرصة لشرح السياسة الجديدة التي اعتمدها المغرب في مجال الهجرة واللجوء، لاسيما بعد أن أضحت المملكة بلد استقبال للهجرة غير الشرعية.

كما أثيرت قضية الصحراء في هذه المباحثات، التي جدد خلالها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الموقف الثابت للمملكة من أجل تسوية سياسية في إطار السيادة المغربية، مذكرا بمقترح الحكم الذاتي الذي تم تقديمه كحل لهذه القضية.

وسيزور وفد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد إقليم نافار، ثلاث أقاليم إسبانية أخرى تتمتع بالحكم الذاتي، وهي لاريوخا وبلاد الباسك وكانتابريا.

وتروم هذه الزيارات، التي تندرج في إطار الدبلوماسية الموازية، تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين الأحزاب السياسية المغربية ونظيرتها الإسبانية.