أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الحي الشتوي بمراكش

مراكش – أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، اليوم صلاة الجمعة بمسجد الحي الشتوي بمدينة مراكش.
وبين الخطيب ، في مستهل خطبتي الجمعة ، أنه إذا كان الدين الإسلامي وشرعه الإلهي الحكيم قد أناط بالمسلم أمانات وواجبات دينية شرعية ومسؤوليات وحقوقا فردية وجماعية، فإنه لا يمكن القيام بها خير قيام إلا إذا كان يتمتع بإيمان قوي ، ويقين ثابت ، وعزم راسخ ، ولا يتأتى له النهوض بها ، على الوجه المطلوب ، إلا إذا كان يضم في مشاعره نفسا مطمئنة لوامة تدعوه إلى أداء تلك الواجبات والمسؤوليات على الوجه الأمثل ، وتحثه على النهوض بها ، وتبعث في فكره روح الجد والنصح فيما يقوم به من عمل في الحياة وما يضطلع به من مسؤولية في المجتمع حتى يسهم في تحقيق الخير والنفع لبلده وأمته، وفي الوقت ذاته تلومه وتعاتبه على ما قد يحصل منه من تفريط أو تقصير في شيء من ذلك، كما تكون له أحسن مرشد وأفضل مراقب ومحاسب فتعود به إلى جادة الحق والصواب وحسن السلوك في القول والعمل.
وأوضح أنه لذلك كانت لهذه النفس منزلة ومكانة رفيعة عند الله تعالى أقسم بها سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله “لا أقسم بيوم القيامة و لا أقسم بالنفس اللوامة ” ، كما أكرم بها من أحبهم من عباده ، فكانت خير باعث لهم على أن يستشعروا مراقبة الله لهم وخشيته في كل أمر وعمل .
وقال إن المؤمن العاقل الواعي هو الذي يحاسب نفسه ويراقب سلوكها وتصرفها ، وتحاسبه نفسه اللوامة على أقواله وأعماله وتستوقفه بين الحين والآخر للتأمل والتفكر فيما إذا كان يسير في حياته الدينية والمجتمعية وفق شرع الله ، فيواصل العمل ويستمر فيه ، أم يسير على خلاف ذلك، فيتوقف ويعود إلى رشده وإلى سلوك مسلك الشرع القويم في أمور الدنيا والدين.
وأشار إلى أن العاجز ،أي الغافل فاقد الوعي والرشد، هو من يكون سلوكه النفسي والعملي تابعا لهواه فينغمس في تعاطي الشهوات والتفريط في الحقوق والواجبات التعبدية والإنسانية ويتمنى على الله المغفرة والرحمة وسعادة الدارين.
وأضاف أن المراقبة الذاتية الإيمانية ، مراقبة النفس اللوامة هي التي يعبر عنها البعض في وقتنا بالضمير ، ولا يهم أن تختلف الأسماء بل المهم أن يتحلى المؤمن بهذه القوة الباطنية التي تحمل المسلم المتحلي بها على القيام بواجباته الدينية نحو ربه وتجعله يستغني بها ، في كل عمل من أعماله ومسؤولياته المجتمعية ، عن أي مراقبة بشرية ، وتكون له خير وازع وأفضل ناصح أمين ، كما يندمج ، من خلال تحليه بها ، في عملية تخليق مرافق الحياة العامة الذي ما فتئ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس يحث عليه في مختلف خطاباته السامية ، إيمانا من جلالته بأن هذا التخليق للحياة العامة وترسيخه في السلوك العملي اليومي هو أساس النهوض بكل المشاريع التنموية الاجتماعية والاقتصادية ومرتكز البلوغ بها مدارج الرقي والكمال بما يحقق للأمة مزيدا من الرخاء والازدهار في كل المجالات.
وابتهل الخطيب ، في الختام ، إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصرا يعز به الدين ويجمع به كلمة المسلمين ، وبأن يتقبل أعماله وجهوده ويبارك مبادراته الخيرة ، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى العلي القدير بأن يشمل بواسع عفوه وجميل فضله وكريم إحسانه الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.