جهة وادي الذهب لكويرة أرض الملتقيات والمنجزات

بقلم المختار السملالي

الداخلة- أضحت جهة وادي الذهب لكويرة وحاضرتها مدينة الداخلة، بالدينامية التنموية التي تعرفها، والسمعة الدولية التي اكتسبتها بفضل موقعها الجغرافي، وسحر طبيعتها، أرضا للملتقيات الوطنية والدولية.

فعلى امتداد السنة التي تشارف على نهايتها استقبلت مدينة الداخلة، الحالمة والهادئة والساحرة، وفودا دبلوماسية وبرلمانيين، وشخصيات سياسية، وفاعلين جمعويين ونشطاء حقوقيين، وأكاديميين، وصحفيين وباحثين، ومفكرين، وفنانين، مغاربة وأجانب، ما جعل المدينة فضاء استقبال بامتياز.

وانطلقت الزيارات الاستطلاعية للداخلة مع بداية الأسبوع الأول من شهر يناير 2013 حيث قام وفد من السفراء المعتمدين بالمغرب ينتمون لعدد من الدول الإفريقية والآسيوية بزيارة استطلاعية للمدينة والإقليم نظمت بمبادرة من المؤسسة الدبلوماسية.
وفي شهر نونبر الماضي زار وفد من الدبلوماسيين المنتمين للنادي الدبلوماسي المغربي ضم أزيد من ثلاثين دبلوماسيا مغربيا الداخلة لربط صلات التواصل مع إخوانهم بالأقاليم الصحراوية، والاطلاع على منجزاتها التنموية، وهي زيارة تم التأكيد خلالها على أهمية التعاون مع الفاعلين المحليين بما يخدم التنمية بالأقاليم الجنوبية والوحدة الترابية للمملكة.
واستقبلت المدينة، خلال سنة 2013، عددا من الوفود الأجنبية ومسؤولين أمميين تمكنوا من الوقوف على حقيقة الوضع بالمنطقة من خلال زيارات ميدانية ولقاءات عقدوها مع السلطات والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني.
ومن ضمن هذه الوفود وفد أمريكي كان يمثل عشر جمعيات تنشط في مجالات حقوقية ودينية وثقافية وضم أكاديميين ومحللين سياسيين وإعلاميين زار الداخلة في الأسبوع الأخير من شهر مارس الماضي والتقى مع فاعلين جمعويين وحقوقيين وعائدين إلى أرض الوطن ووقف على آليات اشتغال هذه الجمعيات ودورها.
كما زار الداخلة، في شتنبر الماضي، وفد من الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي ضم السيدة فيفيانا بينييرو رئيسة الاتحاد الدولي للشباب الاشتراكي، وأعضاء من الاتحاد يمثلون المغرب وأوروغواي وفنزويلا وإسبانيا وألمانيا، وذلك في إطار جولة شملت بالإضافة الى الداخلة كلا من العيون وبوجدور.
وفي شهر نونبر من السنة الجارية زار المدينة وفدان بلجيكي يضم اربعة نشطاء جمعويين، وأمريكي ضم أربعة أفراد يمثلون مراكز تفكير هي “معهد السياسات الجديدة” ومؤسسة “فوند فور بيس” ومعهد “أسبن” بالاضافة الى وفد فرنسي من مدينة بوردو ضم اربعة افراد منهم استاذان جامعيان ومتخصص في مجال الدفاع ومخرج سينمائي.
وزار المنطقة ايضا خلال هذه السنة وفد برلماني أوروبي عن مجموعة الصداقة الأوروبية المغربية بالبرلمان الأوروبي برئاسة السيد جيل بارنيو النائب عن التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين، وكذا السيد كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، والسيدة نغوزي المقررة الخاصة بالاتجار بالبشر والحقوق الأساسية للنساء والأطفال، والقس الأمريكي جيسي جاكسون.
وخلال كل هذه الزيارات التي قامت بها الوفود الزائرة تم الوقوف في عين المكان على حقيقة الوضع بالمنطقة وعلى التطور التنموي الذي تشهده ومشاريع التنمية بمدينة الداخلة التي لا تزال بها الأوراش مفتوحة.
ووقفت مختلف هذه الوفود على قناعات المنتخبين والفعاليات المحلية والجمعوية والحقوقية وإرادة الساكنة بمختلف مكوناتها في الدفاع عن مقدسات البلاد ووحدتها الترابية وتثمينهم لمبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية وللمشروع الجديد لتنمية هذه الأقاليم وما جاء به من رؤية جديدة كورش ينبنى على مقاربة تنموية جديدة فاعلة ومستدامة.وتعتبر سنة 2013 بالنسبة للداخلة سنة اللقاءات بامتياز، وهي لقاءات تنوعت بين التنموي والفني والرياضي والفكري والثقافي.
ومن بين هذه اللقاءات تلك التي عقدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مع الفاعلين المحليين ضمن مختلف اللقاءات التي عقدها في الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة لإعداد وبلورة النموذج التنموي الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية الذي جاء ثمرة مسلسل واسع من الإنصات والتشاور والتوافق. وعلى الصعيد الفني والثقافي والفكري استقبلت المدينة في شهر فبراير الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للسينما بالداخلة الذي تم فيه تكريم ثلاثة ممثلين من المغرب ومصر وجزر الكناري هم على التوالي الفنان المغربي محمد خيي والفنان المصري يحيى الفخراني والفنانة باتريسيا الفاريس من جزر الكناري، وعرضت فيه عشرات الأفلام السينمائية الوطنية والعربية والدولية ومن ضمنها أفلام من جزر الكناري التي كانت ضيف شرف الدورة.
واحتضنت مدينة الداخلة في شهر نونبر ملتقى الوادي الوطني الأول للإبداع بجهة وادي الذهب لكويرة الذي نظمته جمعية فرقة روافد المسرح الاحترافي بالجهة تحت شعار “المسرح رؤية اجتماعية وإبداع مشترك” والملتقى الجهوي الأول للمواطنة والإبداع الذي نظم تحت شعار “ذاكرة وطن” تخليدا للذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاق المسيرة الخضراء، والمهرجان الوطني التاسع للشعر والأغنية الحسانية الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تخليدا لذكرى عيد الاستقلال تحت شعار “التراث الحساني في خدمة التنمية المستدامة”.
وفي شهر دجنبر الجاري نظمت بالداخلة فعاليات ملتقى كاتبات الرمال الذي نظمته رابطة كاتبات المغرب على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “الكتابة تواصل وهوية” بمشاركة حوالي 45 كاتبة وإعلامية.

وتم يوم 21 نونبر الماضي بالداخلة التوقيع على عقد شراكة لإحداث جامعة الداخلة المفتوحة وذلك على هامش الملتقى الدولي الثاني للمدينة الذي نظمته على مدى يومين جمعية الدراسات والأبحاث للتنمية حول موضوع “دينامية الاندماج الجهوي وآفاق التطور الترابي في ظل العولمة، تجارب دولية مقارنة” بمشاركة مسؤولين عن مؤسسات وطنية وجهوية ودولية وباحثين ومختصين في قضايا الاندماج الجهوي في علاقاته بآفاق تطور المجالات الترابية يمثلون القارات الخمس.
ويندرج احداث جامعة الداخلة المفتوحة في اطار تفعيل إعلان الداخلة الذي تبناه مشاركون من 18 بلدا ينتمون الى قارات العالم الخمس يوم 23 نونبر 2010 بمناسبة تنظيم ملتقى دولي بالداخلة حول موضوع ” الذكاء الترابي والتنمية الجهوية عبر المقاولة .. تجارب دولية مقارنة” حيث قرر منظمو الملتقى احداث هذه الجامعة.
وعلى المستوى الرياضي احتضنت منطقة “أتيتود” الواقعة على بعد حوالي 30 كلم شمال شرق مدينة الداخلة في شهر مارس الماضي منافسات الدورة الرابعة للدوري العالمي للمحترفين 2013 المرحلة الأولى من بطولة العالم للألواح الطائرة (كايت سورف) التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وشارك فيها أزيد من سبعين ممارسا من مختلف القارات. واستقبلت المدينة مجموعة من اللحاقات “سيارات ودراجات نارية” ولقاءات رياضية وطنية وجهوية ومحلية ساهمت في عملية التنشيط الرياضي بالمنطقة. وفضلا عن كونها أرضا للقاءات فقد كانت الجهة ايضا ارضا للإنجازات، حيث دشنت وأعطيت الانطلاقة لعدد من المشاريع التي همت التجهيزات والبنيات الاساسية التي تؤهل الجهة وحاضرتها لان تصبح قطبا حضريا واقتصاديا وازنا في ظل التطور السوسيو-اقتصادي الذي تعرفه والذي يؤهلها لان تصبح بوابة تواصل قوي بين جنوب المغرب ومحيطه الاقليمي والجهوي نحو افريقيا جنوب الصحراء.
وأكد هذه الحقيقة المشاركون في الملتقى الدولي الثاني للداخلة الذين ابرزوا ان المغرب وأقاليمه الجنوبية يشكلان بوابة على إفريقيا جنوب الصحراء وأرضا خصبة لمستقبل التنمية المشتركة وفضاء جيو استراتيجي محوري لمعالجة حاضر ومستقبل التنمية المتبادلة المنفتحة على إفريقيا وكذا على باقي المناطق الأخرى من العالم.