الاستثمار في الثقافة والإبداع مفتاح التنمية بإقليم فجيج خلال سنة 2013

بوعرفة – تبوأت الثقافة والإبداع بإقليم فجيج خلال سنة 2013 مكانة هامة، حيث صار الفعل الثقافي رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم، شأنها في ذلك شأن البرامج التنموية الأخرى، وذلك من خلال تنظيم عدة مهرجانات دولية ووطنية ،جلبت إليها العديد من المثقفين والسياح من داخل المغرب وخارجه.

وهكذا عرفت مدينة بوعرفة، في بحر هذه السنة التي تشرف على الانتهاء، تنظيم النسخة الأولى للمهرجان الدولي لموسيقى الناي والفنون البدوية، والتي توخت من خلاله المدينة الحفاظ على التراث الشعبي بالجنوب الشرقي للمغرب الذي تجسده بالخصوص قبائل بني كيل، وأيضا الاحتفاء بالموروث الثقافي والفني والتعريف به.

وتعتبر هذه التظاهرة الفنية، المنظمة من 23 إلى 27 غشت الماضي، مناسبة لإبراز الموروث الثقافي والفني الذي تزخر به المنطقة، والذي يعد تراثا غنيا بالمهارات والإبداعات وموروثا لا ينحصر دوره في إبراز المهارات والإبداعات فقط، وإنما يضطلع أيضا بدور كبير في المساهمة في التنمية المحلية.

كما نظمت بمدينة فجيج الدورة الأولى للمهرجان الدولي للمسرح بفجيج (دورة المرحوم أحمد الطيب لعلج) من 15 إلى 19 مارس الماضي، تحت شعار “المسرح والفن رافعة للتنمية المستدامة” بمشاركة عدد من الفرق المسرحية الوطنية والأجنبية.

وتميزت هذه الدورة بحضور ثلة من المبدعين والمهتمين بالفعل المسرحي والثقافي عموما ،حيث صارت واحة فجيج، وهي عبارة عن سينوغرافيا رائعة تدب فيها الحياة عبر الزمن كمشهد من ملحمة خالدة ولوحة رائعة ،تنطق كل اللغات وتتواصل مع كل الأجناس بالبهاء وبالحب، مؤهلة بما تملك من كنوز وخزائن تراثية ضاربة في عمق التاريخ لأن تكون قطبا سياحيا ومركزا ثقافيا.

وبالمدينة ذاتها، تم تنظيم مهرجان ثقافات الواحات في نسخته السابعة من 10 إلى 13 مايو الماضي، والذي أضحى بمثابة واجهة للتعريف بالتراث الثقافي والطبيعي والمعماري للواحة على الصعيدين الوطني والدولي ويضطلع بدور مهم في تنشيط المنطقة على المستويين الاقتصادي والسياحي، إذ تستقطب المنطقة بهذه المناسبة العديد من السياح والزوار من مختلف المدن المغربية وباقي أنحاء العالم.

وشهدت الواحة بمناسبة تنظيم هذه التظاهرة حركة تجارية وثقافية دبت في مختلف أروقة المعارض ،من بينها معرض الاقتصاد التضامني الذي يهدف إلى التعريف بمنتجات الواحة الغذائية منها والمتعلقة بالحرف التقليدية، فضلا عن تنظيم معارض للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية ومعرض للكتاب خاص بالصحراء والواحات.

وبدورها عرفت جماعة بوعنان تنظيم الدورة الثانية لمهرجان الثقافات الأصلية ببوعنان، الذي نظم من 7 إلى 10 نونبر الماضي، تحت شعار “الموروث الثقافي دعامة للسياحة التضامنية”، وسعى هذا المهرجان إلى التعريف بمنطقة بوعنان ونواحيها وإحياء التراث المحلي والموروث الثقافي بالجماعة وحوض كير وترسيخ الوعي بالأبعاد الاجتماعية والثقافية والإنسانية لمفهوم السياحة التضامنية.

ومن بين الأهداف المسطرة لمهرجان الثقافات الأصلية ببوعنان إبراز غنى وتنوع الموروث الثقافي بالمنطقة والذي يتضمن موروثا خاصا بالرحل “قبائل أولاد الناصر” وموروثا خاصا بالواحة “قصور بوعنان”.

كما عرفت مدينة بوعرفة تنظيم الدورة التاسعة للمهرجان الربيعي للفروسية من 16 إلى 19 مايو الماضي، تحت شعار”بني كيل تراث وأمجاد”، والتي شارك فيها 86 فارسا يمثلون قبائل أولاد إبراهيم وأولاد رمضان وأولاد شعيب من بني كيل، وأولاد لحسن ولعنانات من عين بني مطهر.

ويعد هذا المهرجان، الذي يبغي التعريف بالمنطقة والحفاظ على الموروث الثقافي، تقليدا قرويا يعبر عن الفرح الجماعي، حيث تم بهذه المناسبة تقديم عروض “التبوريدة” ،الخاصة بسباق الفرسان وإطلاق البارود من بنادق عتيقة شاركت فيه عشرة سربات (مجموعات) من قبائل بني كيل وقبائل بني مطهر.