احتلال مقاهي الدار البيضاء للفضاء العمومي يؤرق السلطات والمواطنين

(إعداد:عبد الطيف الجعفري)

الدار البيضاء – ما تزال ظاهرة احتلال الملك العمومي الجماعي من جانب العديد من أرباب المقاهي بالعاصمة الاقتصادية ، تؤرق السلطات المحلية والمواطنين على السواء، بالنظر لانعكاساتها السلبية على أكثر من صعيد.

هذه الظاهرة ، التي تتفاقم يوما بعد آخر ، حتمت التحرك لمواجهتها ، من خلال بلورة حلول نموذجية خاصة بعمالة مقاطعات ابن مسيك، والتي يمكن أن تشكل طريقة ناجعة وتجربة تستلهمها العمالات الأخرى بالدار البيضاء .

وإذا كانت هذه الظاهرة تؤثر أساسا على حركة سير الراجلين وتشوه جمال المدينة، وتتسبب في حوادث، فإن انتشارها على نطاق واسع بمختلف فضاءات الدار البيضاء يثير تساؤلات بشأن ما يسميه البعض ” تسيبا ” يدوس كل القوانين المعمول بها .

وفي هذا الإطار باشرت لجنة مختلطة على مستوى عمالة ابن امسيك ، تم تشكيلها منذ شهر فبراير من السنة الجارية بغرض إخلاء الملك العمومي الذي تحتله المقاهي، عملها لعدة أشهر، وجاء وقت تقديم نتائج هذا العمل الذي تميز باستمراريته ، وذلك من خلال تقييم حصيلة هذه العملية، بالنظر لوجود حالات العود بالنسبة لبعض أرباب المقاهي .

وبلغة الأرقام، فإن حوالي 90 بالمائة من المقاهي بعمالة مقاطعات ابن مسيك والتي كانت تحتل فضاءات عمومية ، استجابت فعلا لعملية إخلاء الملك العمومي ، وهو ما أكد عليه السيد سعيد ساسي رئيس قسم الجماعات المحلية بعمالة مقاطعات ابن مسيك، والمنسق الإقليمي للجنة المختلطة المكلفة بتحرير الملك العمومي.

وأضاف السيد ساسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المقاهي التي لم تحترم عملية إخلاء الملك العمومي بتراب مقاطعة ابن مسيك التابعة للعمالة محدد في 21 ، وذلك من مجموع 160 مقهى تتواجد بالمقاطعة.

أما بخصوص المقاهي المتواجدة بتراب مقاطعة اسباتة ، والبالغ عددها 150 مقهى ، فإن المقاهي التي لم تحترم إخلاء الملك العمومي حدد عددها في 15 مقهى فقط .

وأشار إلى أن استمرارية عمل اللجنة ، المكونة من ممثلي مجموعة من المصالح ، هو الذي مكن من بلوغ هذه النتائج .

وتابع أن المراحل المتبعة لإخلاء الملك العمومي المستغل من طرف أرباب المقاهي، تبدأ بحملات تحسيسية وتوجيه إنذارات إلى أصحاب المقاهي، وتمر بالقيام بجولة ثانية لمعاينة درجة الاستجابة، ثم توجيه إنذارات تنبيهية ثانية، لتصل إلى جمع الكراسي المتواجدة بالملك العمومي ، ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة.

وفي السياق ذاته ، شدد السيد سكري لحسن صاحب مقهى بمنطقة اسباتة ، والذي انخرط في عملية إخلاء الملك العمومي ، على اقتناعه بعملية إخلاء الملك العمومي ، ما دامت مدرجة في إطار القانون ، لكن القانون – كما قال – ” يتعين تطبيقه علي الجميع ” ، موضحا أن مجموعة من المقاهي بعمالة ابن مسيك ، و أخرى بعمالات أخرى ما تزال لم تستجب لهذه العملية في تحد واضح للقانون .

وبعد أن أكد أنه كان قد أدى كل ما عليه من ضرائب للجماعة بما فيها تلك المتعلقة بالفضاء الخارجي، قال إن حرمان بعض المقاهي دون أخرى من الفضاءات الخارجية ، ساهم في التقليص من عدد الزبناء بالنسبة للمقاهي التي امتثلت للقانون ، وهو ما تسبب لها في خسائر ، مادام عدد كبير من الزبناء يفضلون الجلوس بالفضاءات الخارجية للمقاهي .

من جهة أخرى ، أعرب عدد من المواطنين في تصريحات متفرقة عن امتعاضهم من احتلال الملك العمومي الأمر الذي يتسبب كما قالوا في ، ارتباك حركة السير مما يجعل الراجلين في حيرة من أمرهم .

وأضافوا أن لجوء العديد من المقاهي إلى شغل الأماكن المخصصة للراجلين ، يتسبب كذلك في حوادث سير ، مادام الراجلون يضطرون ، في هذه الحالة ، لاستعمال الطرق الخاصة بالسيارات والحافلات .

ودعوا إلى إعمال القانون على جميع المقاهي ، حتى يسترجع المواطنون مسالكهم خاصة في مدينة كالدار البيضاء، التي تعج بالمارة من نساء وأطفال ورجال .