انطلاق أشغال المائدة المستديرة الخامسة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بمرسيليا بمشاركة المغرب

مارسيليا-  (مبعوث الوكالة : عبد اللطيف وادراسي)   – انطلقت، يوم الأربعاء بمرسيليا، أشغال المائدة المستديرة الخامسة للوزراء والعمد ببلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تحت شعار “مدن أفضل من أجل حياة أفضل.. تقريب السياسات الوطنية والمحلية من أجل النمو وعيش أفضل”، بمشاركة المغرب.ويمثل المغرب في هذا الملتقى، الذي يهدف إلى تقاسم أفضل الممارسات وبحث الفرص المستقبلية في ثلاثة ميادين رئيسية، تتمثل في الاستراتيجيات الفعالة في الاستثمار العمومي والنمو الإدماجي للمدن والجهات وإطارات العمل الجديدة لملاءمة السياسات مع المجال، كل من وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، السيد امحند العنصر، ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، السيد محمد نبيل بنعبد الله ، وعمدة مدينة مراكش، السيد فاطمة الزهراء المنصوري.

ويبحث المشاركون، خلال هذه المائدة المستديرة، على مدى يومين، التجارب والاستراتيجيات الناجعة للاستثمار العمومي، والنمو الإدماجي في المدن والجهات، والآليات المبتكرة لوضع السياسات العمومية في المستوى المناسب، إلى جانب تقاسم ممارساتهم الجيدة في مجال استراتيجيات الاستثمار وطرق تفعيلها، مرتكزين على مقترح مبادئ منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، من أجل استثمار عمومي فعال.

كما سيناقش المشاركون، الذين يتشكلون من وزراء ومسؤولين محليين ببلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، سياسات التعمير الوطنية التي تهم الجهات والمدن، والكفيلة بالمساهمة في النمو الشامل والمستدام والأداء الوطني.

كما ينكب المشاركون في اللقاء المنظم بشراكة مع مدينة مرسيليا ومجلس جهة بروفانس ألب كوت دازور، وبدعم من الحكومة الفرنسية، على بحث السبل الكفيلة بتمكين الحكومات والمدن من تعبئة الاستثمار في البنيات التحتية التي تشجع على الابتكار وتحترم البيئة وتحافظ على الاستقرار المالي وتعزز التماسك الاجتماعي.

كما يسلط المشاركون الضوء على أفضل الطرق لتنسيق السياسات الوطنية والمحلية لمساعدة المدن على الاستفادة من كافة مؤهلاتها، وبحث استراتيجيات تمويل الاستثمارات في المدن الخضراء والذكية، وتعزيز جاذبيتها وسبل الولوج إليها لمواجهة تحدي التغير الديمغرافي وجعل أسواق التشغيل الحضرية أكثر إدماجا.

وأكد الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إيف ليتيرم، في كلمة مقتضبة افتتح بها اللقاء، أن المدن أضحت تواجه حاليا مشاكل جمة ناجمة عن ضعف الدينامية الاقتصادية، داعيا في هذا السياق إلى العمل على تعزيز الفعالية الاقتصادية من خلال اعتماد استراتيجات للنمو أكثر انسجاما، تسهم في خلق مدن مزدهرة.

وشدد على أنه يتعين، في سياق الأزمة الاقتصادية، اعتماد نمو إدماجي عبر مقاربات متوازنة الأهداف، مشيرا إلى أنه بإمكان الفاعلين المحليين بالمدن المساهمة في هذا التوجه عبر تحفيز الاستثمار في المستقبل من أجل جعل المدن فضاء للفرص.

ويتناول اللقاء، الذي يجري خلف أبواب مغلقة، عددا من القضايا ذات الصلة ببناء المدن وتقريب السياسات المحلية والوطنية في مجال تنميتها، وبالاستثمارات المحلية في خدمة النمو الوطني ورفع تحديات التنسيق والتمويل، وتيسير جاذبية المدن، وتحويل التحديات الديمغرافية إلى فرص، فضلا عن تمكين المدن من وسائل التدخل في الشأن العام.