المقاولات المغربية تبحث لمنتوجاتها عن موطئ قدم في السوق القطرية

(من المراسل الدائم للوكالة : عمر شليح)

الدوحة – يواصل مدراء ومندوبو عدد من المقاولات المغربية زيارتهم الاستكشافية للسوق القطرية ،من خلال عقد لقاءات ثنائية مع نظرائهم  القطريين والقيام بجولات ميدانية بمختلف المؤسسات والشركات القطرية التي عبرت عن ترحيبها  بالمنتوج المغربي المشهود له دوليا بالجودة.
وفي سعيهم الحثيث للبحث عن بدائل تسويقية واستغلال الفرص التجارية التي تتيحها دولة قطر باعتبارها قطبا اقتصاديا عالميا واعدا، كثف وفد المقاولين المغاربة اتصالاتهم مع مختلف الفاعلين في المجال الاستثماري في قطر، توجت بعضها بالاتفاق المبدئي على عقد شراكات لترويج  المنتوج المغربي في السوق القطرية.
وفي هذا السياق ، أكدت السيدة فاطمة الزغموتي المديرة العامة لشركة (تيمطار أوراكان) التي تنشط  في مجال إنتاج وتسويق زيت الاركان أن اتصالاتها قد تكللت بالنجاح حيث استطاعت في ظرف وجيز من ربط علاقات تعاون وشراكة مع مجموعة (علي بن علي) للمواد  الغذائية التي تعد من المؤسسات القطرية الرائدة خليجيا في مجال المنتوجات والصناعات الغذائية.
وكشفت السيدة الزعموتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، انها توصلت الى اتفاق مبدئي مع المسؤولين في هذه المؤسسة لتسويق وترويج  زيت الاركان المغربية في السوق القطرية ، مبرزة أن المفاوضات تسير على قدم ساق في أفق ابرام اتفاقية شراكة بين الطرفين.
وأشارت الى ان العديد  من الاسواق الممتازة  في الدوحة ،عبرت ايضا عن رغبتها في استيراد زيت الاركان المغربية ذات الصيت العالمي الكبير.
وفي هذا السياق، عبر السيد علاء عرفة ، وهو استشاري تسويق في مجموعة (علي بن علي) للمنتوجات الغذائية عن ارتياح مجموعته للتوصل لاتفاق مبدئي مع المديرة العامة لشركة (تيمطار  أوراكان )، مبرزا أن المنتوجات المغربية ، وخاصة في مجال الزيوت النباتية  “تسبقها شهرتها وهي مرحب بها من قبل المستهلك القطري نظرا لجودتها العالية”.
بدورها ، عبرت السيدة منية التازي ، المديرة العامة لشركة (ماكرو كرين)  للمواد الغذائية عن ارتياحها للقاءاتها مع المسؤولين عن مراكز التوزيع ومستوردي المواد  الغذائية في الدوحة، مبرزة أنها استنتجت من خلال عدد من اللقاءات والزيارات الميدانية للأسواق الممتازة خاصة حاجة السوق القطرية للمنتوجات النباتية المستخدمة للأغراض الطبية.
وبعدما لاحظت ان الشركات القطرية كانت شيئا ما خجولة في ولوج هذا النوع  من الاستثمار الصناعي (المستحضرات الطبية ذات اصل نباتي) أكدت السيدة التازي ان اللقاءات الثنائية مع النظراء القطريين كان لها الاثر الايجابي في اقناع نخبة منهم من اجل الاستثمار في مجال المنتوجات الطبية ذات اصل نباتي والاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال.
من جهته، أكد السيد  حسن ناصر، رئيس قسم الاسواق بالمركز المغربي لانعاش الصادرات، أن هذه زيارة نجحت في تحقيق أهدافها المسطرة وفي مقدمتها، تمتين العلاقات مع المقاولات القطرية من خلال التعريف بالمنتوجات المغربية ورفع حجم تصديرها، مبرزا أن المؤهلات التي يتقاسمها المغرب وقطر، ومنها توفرهما على موقع جغرافي متميز وتحقيقها لمعدلات نمو محترمة في ظل الازمة الاقتصادية العالمية، ساهمت الى حد ما في تقريب وجهات النظر بين المقاولين المغاربة ونظرائهم القطريين، وبالتالي السعي قدما في بناء شراكة متميزة.
واعتبر أن مدراء ومندوبي الشركات والمقاولات المغربية المتخصصة في الصناعات الغذائية والأدوية والكهرباء ومواد البناء والتكنولوجيا الحديثة والحوامض أبانوا على احترافية عالية في عرض منتوجاتهم تحقيقا للهدف الذي قدموا من أجله والمتمثل في إقامة تحالفات وشراكات مع نظرائهم القطريين بما يعزز التعاون التجاري والاقتصادي المشترك بين البلدين ويشجع الشراكة بين المقاولات.
وفي نفس السياق ، اعتبر السيد اسماعيل علي الانصاري، مدير (مجموعة الانصاري للمفروشات والديكور) القطرية، أن المغرب يعد سوقا جذابة بحكم  فرص الاستثمار التي يوفرها ، مبرزا أن البنيات الضخمة التي تزخر بها المملكة في المجال الاقتصادي وفي مقدمتها ميناء طنجة -المتوسط، الذي اضحى يلعب دورا استراتيجيا في المبادلات التجارية في حوض المتوسط ، والطفرة الاقتصادية التي تعشها حاليا قطر ، عوامل من ضمن أخرى قد  تساهم في تشكيل البلدين لمحور هام  في التجارة الدولية.
تجدر الاشارة الى أن حجم  التبادل التجاري بين البلدين لم يتجاوز الى حدود سنة 2012 ما قيمته 130 مليون أورو ، وتتمثل المنتجات المغربية المصدرة  نحو قطر في المواد المصنعة المختلفة ،والمواد الغذائية المتنوعة ، والخضر والخشب، ومصبرات السمك والفواكه ، فيما يستورد المغرب من قطر الكبريت الخام والمواد  البلاستيكية والغاز المسال  والمواد نصف المصنعة وصفائح  الالمنويوم ومنتجات مختلفة للتجهيز الصناعي.