مؤتمر الرباط أعطى انطلاقة بحث جدي لأمن الحدود في فضاء الساحل والصحراء (السيد مزوار)

الرباط – أكد السيد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن المؤتمر الوزاري الإقليمي الثاني حول أمن الحدود المنعقد يوم الخميس بالرباط، يسجل انطلاقة بحث جدي للقضايا المرتبطة بأمن الحدود في منطقة الساحل والصحراء.
وأضاف السيد مزوار في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه الفرنسي والمالي والليبي في اختتام هذا اللقاء، أن مؤتمر الرباط شكل مناسبة لإبراز ضرورة تطوير آليات للتعاون بهدف تقوية الاستقرار والأمن في المنطقة في إطار مقاربة مندمجة.
وبعد أن ذكر بأبرز الخلاصات التي يتضمنها “إعلان الرباط” الصادر عن المؤتمر ومن بينها إقامة مركز إقليمي للتكوين والتدريب لفائدة ضباط مكلفين بأمن الحدود في بلدان منطقة شمال إفريقيا والساحل والصحراء، أكد السيد مزوار أنه يتعين أن تكون التنمية الاقتصادية موازية للجهود الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء.
وفي معرض حديثه عن الوضع في المغرب العربي، جدد السيد مزوار التأكيد على عزم المغرب، الذي تحدوه رغبة متأصلة، على مواصلة العمل على تعزيز الاندماج الاقليمي كخيار استراتيجي تفرضه التطورات الحاصلة على الساحتين الاقليمية والدولية، مبرزا أن الهدف يتمثل في تجسيد طموحات مواطني المغرب العربي لتحقيق مزيد من التنمية والأمن.
وقال إن الثقافة المنتهجة في المغرب هي ثقافة البناء، مؤكدا أن المملكة تتبع في سياستها الخارجية هذا النهج لخدمة أفضل لمصالح  شعوب المنطقة.
ومن جهته وصف وزير الخارجية الفرنسي السيد لوران فابيوس مباحثاته في إطار مؤتمر الرباط بالغنية جدا، والتي تناولت محورا بالغ الأهمية هو إرساء الأمن عبر الحدود.
وأكد أنه من الأهمية بمكان أن تتناول البلدان المعنية بهذه المسألة، وكذلك جميع أعضاء المنتظم الدولي، هذه القضايا خصوصا في هذا الظرف الدقيق مجددا التأكيد بالمناسبة على التزام باريس لفائدة دعم المنطقة.
وأوضح ان مؤتمر الرباط الذي جرى الإعداد له باحترافية مكن من التوصل الى نتائج ملموسة داعيا الى مضاعفة الجهود لمعاجلة قضايا أمن الحدود دون نسيان قضايا أخرى هامة من قبيل التنمية الاقتصادية، مبرزا أن الأمن والتنمية متلازمان.
ومن جهته أشاد وزير الخارجية المالي السيد زهابي ولد سيدي محمد بالنتائج التي خرج بها المؤتمر والذي شكل مناسبة هامة لتقوية المشاورات حول الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء، وقال إن المستوى الرفيع للمشاركة في المؤتمر والاجراءات الملموسة المعتمدة في الرباط تدعو للتفاؤل.
أما وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي السيد محمد أحمد عبد العزيز فقد أشاد بما يعبر عنه المغرب على الدوام من التزام تجاه بلده ليبيا في مجالات التضامن والدعم.
وذكر في هذا الخصوص بالاستقبال الذي خص به جلالة الملك محمد السادس رئيس الوزراء الليبي السيد علي زيدان في أكتوبر الماضي، مؤكدا أن جلالته أعرب عن دعم المملكة لليبيا في مختلف المجالات.
وأكد السيد عبد العزيز من جهة أخرى أن مؤتمر الرباط يأتي ليقدم قيمة مضافة للمؤتمر الوزاري الاول المنعقد في ليبيا، مشيدا بما تمخض عن مؤتمر الرباط من رسائل دعم وتضامن تجاه الشعب الليبي.
وقال إن مؤتمر الرباط بعث برسالة قوية للمنتظم الدولي بهدف تقديم الدعم الضروري لليبيا لضمان انتقالها السياسي بشكل سلسل، مبرزا الدور المحوري الذي لعبه المغرب في تجسيد مختلف هذه التطلعات.