آخر الأخبار
الصويرة .. كان “رزون” عاشوراء ذات يوم

الصويرة .. كان “رزون” عاشوراء ذات يوم

الخميس, 14 نوفمبر, 2013 إلى 14:15

( بقلم : علي رفوح )

الصويرة – في هذه الأيام المباركة لعاشوراء، ومع قرب موعد التأمل والاحتفال بهذه المناسبة، تتميز كل جهة بتقاليدها التي ترمز لثقافتها وتاريخها، أهازيج وألعاب وطقوس تحكي في أدق تفاصيلها تاريخا أو حدثا أو قيمة، بعضها يمارس دون أن يفهم معناه الحقيقي، في حين ترتبط غالبيتها بالماضي.
ففي الصويرة، المدينة الغنية بمكوناتها متعددة الثقافات، يعتير “رزون” عاشوراء أحد بقايا التاريخ التي اختفت تماما بفعل التحولات السوسيو-اقتصادية، والتي لا يوجد لها أثر إلا في ذاكرة الأقدمين وفي مخيلة الشباب الشغوفين بالموروث الثقافي أو على صفحات الكتب النادرة التي أرخت لهذا التراث، الذي يبدو أنه لم يعد يهتم به.
ويحكي الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي جورج لاباساد (1924-2008) في كتابة “تأملات في الصويرة” أن كلمة “رزون” (المشتقة من كلمة رزانة) كانت تطلق على اجتماع ضفتي مدينة الصويرة (الشبانات وبني عنتر).
وبالنسبة للاباساد، الذي خصص جزء كبيرا من حياته لدراسة الموروث الثقافي بالصويرة، فإن الأمر يتعلق بمسابقة شعرية وإيقاعية كانت تجمع بين “فرق” أحياء المدينة التي ينحدر سكانها من مناطق مختلفة، تساهم “في خلق وحدتهم مع الحفاظ على خصوصياتهم”.
وأوضح حفيظ صديق، الباحث في التراث الصويري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسابقة كانت تكون على شكل اجتماع فريقين يمثلان ضفتي الصويرة في قلب المدينة يتواجهان شفويا بارتجال الأهازيج، مضيفا أن الطرفين كانا يتمثلان في الشبانات التي تقع شرق المدينة بالقرب من الغابة، وبني عنتر بمحاذاة البحر (غربا).
وأضاف الباحث أن المتبارين كانوا يلجون الساحة ويبدأون بالتناوب بارتجال نصوص إيقاعية تنطوي على السخرية والسباب والشتم، مشيرا إلى أنه في نهاية المواجهة يتم تحطيم “التعريجات” ويعانق المتبارون بعضهم البعض بكل روح رياضية.
وهكذا يتبين أن “رزون” هو تقليد يحكي بالخصوص نشأة مدينة الصويرة ويكشف سر تعايش أسطوري كان قائما بين سكان وثقافات غريبة تماما عن بعضها البعض. إنه بمعنى آخر علاج جماعي لأعراض الفتنة التي كانت ستعرض للخطر مشروع المدينة الجديدة التي كان مؤسسها سيدي محمد بن عبد الله يريدها أن تكون نافذة على إفريقيا والعالم.
ويعتقد لاباساد أن “أهازيج عاشوراء يعود أصلها إلى مدينة مراكش، ويتضح ذلك من خلال الإيقاع واللحن والنص أيضا”، مضيفا أنه “على هذا الأساس، أنتج أهالي الصويرة توليفة تأخذ بعين الاعتبار الواقع المحلي”.
ويرى لاباساد أن من أهم الأسباب التي أدت إلى اختفاء هذا التقليد وبالتالي اندثار تراث شفهي لا يقدر بثمن، التراجع الاقتصادي للصويرة الذي أحدث فراغا ثقافيا.
من جانبه، يعزو الباحث حفيظ صديق ذلك للتغيرات الديمغرافية والهجرة من الجانبين وظهور أحياء جديدة خارج المدينة، وهو ما يجلي حقيقة واحدة هي تراجع نمط الحياة “المدني” الذي يعتبر عماد أي هوية ثقافية.
هذا ينبه إلى أمر آخر أكثر خطورة يتمثل في كون ترميم الجدران لا يفيد في شيء إذا لم يوضع في مكانه الأصلي، هذه الساكنة الحاملة للمعرفة والقيم والتقاليد وتراث المدن القديمة.

اقرأ أيضا

مراكش .. البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية (مناظرة)

الأربعاء, 24 نوفمبر, 2021 في 22:02

أكد المشاركون في المناظرة الجهوية الإفريقية الخامسة للجنة الدولية للري والصرف، اليوم الأربعاء بمراكش، أن البلدان الإفريقية مدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة من أجل تكييف الفلاحة مع التغيرات المناخية، وذلك بالرغم من كونها الأقل إصدارا للغازات الدفيئة.

التنمية المستدامة .. إبرام اتفاقية شراكة بين وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية

الأربعاء, 24 نوفمبر, 2021 في 21:55

أبرمت وزارة العدل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية اتفاقية شراكة تهدف إلى تقديم الدعم الفني لدمج تدابير النجاعة الطاقية وتحقيق اقتصاد طاقي بالمباني وبأسطول النقل الخاص بالوزارة.

البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” (الدورة 12)..التعادل السلبي يحسم المواجهة بين المغرب الفاسي و ضيفه الجيش الملكي

الأربعاء, 24 نوفمبر, 2021 في 21:50

حسم التعادل السلبي ،صفر لمثله ،المباراة التي جمعت فريق المغرب الرياضي الفاسي وضيفه الجيش الملكي ، مساء اليوم الاربعاء على أرضية المركب الرياضي بفاس برسم الدورة 12 من البطولة الوطنية الاحترافية “إنوي” لكرة القدم.

انقر هنا للمزيد من المعلومات...

MAP LIVE

أخبار آخر الساعة

M24TV

الأكثر شعبية