مخطط المغرب الأخضر مخطط ناجح يمكن أن يلهم سياسات الدول الإفريقية للنهوض بالفلاحة (وزير الشؤون الخارجية الإسباني السابق)

( من مبعوث الوكالة : عصام واعيس )

طنجة – قال وزير الشؤون الخارجية الإسباني السابق، ميغيل أنخيل موراتينوس، يوم الخميس بطنجة، إن مخطط “المغرب الأخضر” مخطط ناجح يمكن أن يلهم سياسات الدول الإفريقية الرامية إلى النهوض بالقطاع الفلاحي.وأضاف السيد موراتينوس، في جلسة موضوعاتية حول “الأمن الغذائي وتحقيق الثورة الخضراء” في إطار أشغال منتدى “ميدايز”، أن المغرب يمكن أن يضطلع بدور رائد في القارة الإفريقية من خلال تصدير مخططه الناجح للنهوض بالفلاحة إلى باقي الدول الإفريقية التي تعاني مشاكل في إيجاد استراتيجيات ناجعة في المجال.
واعتبر أن نجاح مخطط “المغرب الأخضر”، الذي جاء تفعيلا للتوجهات الملكية لجلالة الملك محمد السادس، راجع إلى اعتماده مقاربة متكاملة وبعيدة الأفق تدمج مختلف الفاعلين وكافة فئات المتدخلين في النشاط الفلاحي.
وقال إنه في مقابل هذا المثال الناجح الذي يمثله المغرب في مجال النهوض بالقطاع الفلاحي، لا تزال السياسات المعتمدة على المستوى الإقليمي في المجال ضعيفة جدا.
وأشار، من جهة أخرى، إلى أن العمل السياسي الدولي الرامي إلى تحقيق الثورة الخضراء في إفريقيا، بصفة خاصة، سيظل غير كاف ما لم يصاحب بإطار قانوني دولي يفرض على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الالتزام بهذا الهدف.
ودعا، في هذا  السياق، إلى وضع ميثاق دولي يلزم دول العالم، خاصة الغنية منها، بتحمل مسؤولياتها في تأمين الغذاء ومحاربة المجاعة، بالتوازي مع تجديد آليات الاستثمار والإنتاج والتخطيط في المجال الفلاحي.
من ناحيته، اعتبر مدير مؤسسة “صحة أمنا الأرض”، نيمو باسي، أن تحقيق الثورة الخضراء في إفريقيا يمر أولا عبر تشجيع الفلاحين الصغار، وتوفير البنيات التحتية الفلاحية، وفتح الأسواق أمامهم وضمان استفادتهم من الخبرة العالمية في المجال الزراعي.
وأضاف أن إفريقيا في حاجة إلى إعادة رسم سياستها في المجال الفلاحي بطريقة تراعي الواقع على الأرض، وإعادة النظر في بعض السياسات الفلاحية الدولية المطبقة فيها ونظام المساعدات وتأهيل إفريقيا لتحقيق اكتفائها الذاتي من الغذاء.
وتنظم دورة هذه السنة من منتدى ميدايز، الذي ينظمه معهد أماديوس تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 16 نونبر الجاري، حول موضوع “أي سبل للنهوض في عالم غير مستقر ؟”.
وتعرف برمجة ندوات وموائد مستديرة ونقاشات حول “الآفاق السياسية غير المستقرة للربيع العربي والمعطى الجيو- ستراتيجي الجديد بالمنطقة”، و”المأزق السوري”، و”تحقيق الاستقرار في مالي”، و”التوترات في بحر الصين”، إضافة إلى مواضيع أخرى ذات أولوية بالنسبة للبلدان الصاعدة مثل النمو الأخضر، والأمن الغذائي، والتمويل والبنيات التحتية، والإدماج المالي والأدوية الجنيسة في إفريقيا.
ويشارك في هذا المنتدى، “الذي صار موعدا هاما في أجندة اللقاءات الدولية الكبرى” حسب المنظمين، حوالي 2500 مشارك، إلى جانب ما يقرب من 130 متدخلا من القارات الخمس، من مسؤولين رسميين لا زالوا يمارسون مهامهم، ومسؤولين حكوميين سابقين، وممثلي منظمات إقليمية ودولية، وممثلي المجتمع المدني، وخبراء، ورجال إعلام.