فرنسا مصرة على الاستمرار في منطق تقويض علاقاتها مع المغرب (خبير)

الرباط  – أشار الأستاذ الجامعي محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، مساء أمس الخميس، إلى أن فرنسا تصر، على ما يبدو، على الاستمرار في منطق تحطيم علاقاتها مع المغرب عوض معالجة المشاكل التي قامت بافتعالها.وأوضح السيد بنحمو، في تعليقه على قصاصة إخبارية لوكالة الأنباء الفرنسية (فرانس بريس) وصفت ب”الهستيري” رد فعل المغرب الذي علق تعاونه القضائي مع فرنسا، أن مقال الصحافية يرشح سما كما يبرهن للأسف عن جهل مؤسف بالواقع.
وأبرز أنه من المؤكد “أننا أصبحنا ضمن مقاربة غير واضحة المعالم وإزاء تطورات تظل غير مفهومة”.
وكان المغرب أعلن، يوم الأربعاء الماضي، تعليق تنفيذ جميع اتفاقيات التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، “وذلك من أجل تقييم جدواها، وتحيينها بما يتيح تدارك ما يشوبها من اختلالات”.
وأضاف بلاغ لوزارة العدل والحريات أنه “تقرر أيضا استدعاء قاضية الاتصال المغربية المعتمدة بفرنسا، إلى حين الاتفاق على حلول مناسبة تضمن الاحترام المتبادل والتام لمنطوق وروح الاتفاقيات التي تربط البلدين، صونا لسيادة الدولتين، على أساس مبدأ المساواة، الذي ينبغي أن يحكم علاقتهما”.
وأكد السيد بنحمو أنه وإزاء هذه التطورات، يطرح التساؤل حول من يسعى إلى تقويض العلاقات بين المغرب وفرنسا وبأي هدف، مضيفا أن المغرب الذي انخرط ضمن شراكة نموذجية مع فرنسا في أبعادها الاستراتيجية والتنموية، يوجد اليوم أمام أفعال تحاول المس بهذه الشراكة.
وأشار رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية إلى أن هذه التطورات لا تنجح في إخفاء انزعاج تظهره بعض الأوساط الفرنسية لا تنظر بعين الرضى إلى السياسة الإفريقية للمغرب والانخراط التضامني التام للمملكة ضمن تعاون جنوب-جنوب ومن خلال مقاربة ثورية في العلاقات بين البلدان الإفريقية.
وذكر في هذا السياق بالخطاب المؤسس لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بأبيدجان الذي دعا فيه الأفارقة إلى التحكم في مصيرهم.
واعتبر أن هذا الانخراط الذي يعبر عنه المغرب كفاعل في التنمية، وكمساهم في الاستقرار وفاعل مسؤول منخرط في أمن واستقرار القارة، يبدو أنه يزعج بعض الأوساط.
وذكر ان الدور الذي يضطلع به المغرب اليوم في إفريقيا معترف به على الصعيد الدولي وتتم الإشادة به من قبل الشعوب الإفريقية لكون المملكة تقدم حلولا وتنخرط بشكل فعلي من أجل مواجهة التحديات المطروحة اليوم أمام الدول والشعوب الإفريقية.
وبالنسبة للأستاذ بنحمو، يبدو أن هذا الدور الجديد وهذه المرحلة الجديدة من حضور وانخراط المغرب في إفريقيا يشكل مصدر إزعاج للبعض في ظل تصورهم لماهية إفريقيا وما يجب أن تكون عليه.
كما أشار المحلل السياسي إلى أن المغرب كان فاعلا هاما بالقارة في الماضي، والأمر ينطبق على الحاضر والمستقبل، معتبرا أن المغرب يعد بلدا لا محيد عنه اليوم في القارة الإفريقية سواء على المستوى الأمني والاستراتيجي أو على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.