المغرب لا يشكل جزءا من بلدان الربيع العربي ويواصل مسلسل الديمقراطية بشكل تدريجي (مسؤول أوربي)

إشبيلية – قال المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي لدول جنوب المتوسط، برناردينو ليون، “إن المغرب لم يعش الربيع العربي ولا يشكل جزءا من بلدان الربيع العربي، فهو بلد تميز بانفتاحه السياسي منذ استقلاله وآمن بالتعددية الحزبية ويواصل إرساء دعائم الديمقراطية بشكل تدريجي”.

وأوضح برناردينو في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء عند اختتام أشغال ندوة “الربيع العربي، لحظات التغيير” التي نظمتها مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض البحر الأبيض المتوسط والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وكرسي رافائيل إيسكوريدو (11 و12 فبراير الجاري) بالعاصمة الأندلسية إشبيلية، أن المغرب اعتمد بعد استقلاله نظام التعددية الحزبية وسمح للأحزاب بممارسة أنشطتها في العلن، كما قام بتعزيز مساره الديمقراطي سنة 1989 بتنصيب المغفور له الحسن الثاني لأول حكومة للتناوب التوافقي برئاسة السيد عبد الرحمان اليوسفي، مبرزا أن مسلسل الديمقراطية متواصل باستمرار وبشكل تدريجي في عهد جلالة الملك محمد السادس.

وتابع المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي “إن هذا ما يميز المغرب عن غيره من البلدان التي شهدت الربيع العربي”، فهذه الأخيرة “لجأت إلى خيار العنف والمواجهات الدموية من أجل تحقيق الديمقراطية، عكس المغرب الذي اعتمد خيار الديمقراطية التدريجي الآمن”.

وأعاب بالمناسبة على الأوربيين تسرعهم في الأحكام الصادرة في حق المجتمعات العربية التي انتفضت في وجه الأنظمة الديكتاتورية مطالبة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وقال في هذا الصدد، “إن المسلسل الديمقراطي يتطلب الوقت الكافي واللازم لإرساء دعائمه، ففي أوربا هناك بلدان فقط يعتبران ديمقراطيان بشكل أفضل وأجود، ويتعلق الأمر بالدانمارك وسويسرا”.

ونوه بالتجربة التونسية الناجحة والمتوجة بالتوافق حول نص دستوري جد متقدم، يلبي متطلبات جميع الأطراف ومختلف مكونات المجتمع التونسي، مشيرا إلى أن تونس كانت رائدة منذ عهد الرئيس بورقيبة الذي يحسب له اهتمامه الكبير بالمرأة وقضاياها وبالمجتمع العلماني والطبقة الوسطى.