الحملة الرامية إلى إنقاذ حياة آلاف الأطفال، مبادرة محمودة ذات بعد إنساني (طبيب كيني)

(أجرى الحديث: حميد أقروط)

نيروبي – أكد الدكتور جيرمان سواريس، رئيس قسم طب الأطفال في المستشفى الوطني كينياتا في نيروبي، يوم الأربعاء، أن الحملة التي أطلقتها جمعية (الحياة – سلاسل الحياة) بالمغرب من أجل إنقاذ آلاف المواليد سنويا من الموت أو الإعاقة تعد مبادرة محمودة تستحق الإشادة، لأكثر من اعتبار، لكونها تثمن واحدا من أهم حقوق الإنسان، ألا وهو الحق في الحياة.
وقال الدكتور جيرمان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء “باعتباري طبيبا متخصصا في طب الأطفال، فإنه لا يسعني إلا أن أنوه بهذا العمل الإنساني النبيل وأن أضم صوتي إلى جميع الطاقات التي تبادر جاهدة لمكافحة هذه الآفة التي لا يعاني منها المغرب فقط، بل أيضا العديد من بلدان العالم، جراء عدم كفاءة الأطر الطبية ونقص الموارد أو في بعض الأحيان جهل الآباء”.

وأضاف أن هذه المبادرة الإنسانية، التي توجد في صلب الأهداف الإنمائية للألفية التي حددتها منظمة الأمم المتحدة، تبرهن بجلاء على دينامية المجتمع المدني المغربي، الحريص على الاضطلاع بدوره كاملا في تحفيز ومواكبة الأوراش المفتوحة من قبل الحكومة في العديد من القطاعات، لاسيما الصحية.

وأشار إلى أن من مصلحة كينيا أن تقتدي بالمغرب في ما يخص هذه المبادرة المغربية الهامة التي تروم إنقاذ آلاف الرضع، معتبرا أن المبادرة تستحق كل التنويه وتكشف عن الوعي المتنامي للمجتمع المدني.

وأوضح الطبيب، استنادا إلى إحصاءات منظمة اليونيسيف، شريك “جمعية الحياة- سلاسل الحياة” ووزارة الصحة المغربية في هذه الحملة الإنسانية، أن تعميم بعض السلوكات البسيطة وتعريف أكبر عدد من الناس عليها سيمكن من تقليص معدل وفيات الأطفال، الذي لا يزال مرتفعا في المغرب، بحيث أن 10 آلاف مولود من أصل 600 ألف يموتون سنويا.

وقد تعبأت هذه الجمعية للتعريف بسلوكات بسيطة كفيلة بإنقاذ 10 آلاف من حديثي الولادة وأمهاتهم أثناء عملية الولادة، وتتمثل في الرضاعة الطبيعية والتدفئة وتسهيل التنفس والنظافة.

ويوصي الدكتور جيرمان، في غياب التدفئة بقاعات التوليد، بوضع الرضيع حديث الولادة في تماس مباشرة مع جسم أمه، مع العلم بأن الرضيع بمجرد ولادته تكون حرارة جسمه 37 درجة ونصف، مشيرا إلى أنه يمكن القيام بحركات بسيطة من أجل تحفيز الرضيع على أن يرضع من ثدي أمه، ما سيسهم في الرفع من فرص عيشه، خاصة وأن القطرات الأولى من حليب الأم غنية بالأجسام المضادة الضرورية لمناعته.

وبخصوص مشكل عدم التنفس بعد الولادة، أوضح أن فم وأنف الرضيع غالبا ما يكونان ممتلئين بالإفرازات التي تعيق تنفسه وقد تفضي به إلى الموت. وعليه، فإن العديد من الأطفال يموتون عند الولادة أو يصابون بإعاقة جراء مشاكل في الجهاز التنفسي. وبالتالي، فإنه من الضروري اللجوء إلى سلوكات معينة بسيطة، كالتدليك الخفيف في الظهر، لتخليص الرضيع من هذه الإفرازات ومساعدته على التنفس بشكل طبيعي.

من جهة أخرى، أبرز أن العديد من المواليد الجدد يفارقون الحياة أو يتعرضون للإعاقة بسبب انعدام النظافة.

في هذا السياق، أكد الدكتور جيرمان أن الحرص على الامتثال لهذه القواعد البسيطة يفضي لا محالة إلى انخفاض كبير في معدلات وفيات الرضع والإعاقة في المغرب، حيث يسجل حاليا وفاة 23 رضيعا من بين كل 1000 عند الولادة، وإصابة ما لا يقل عن ضعف هذا العدد بإعاقة بسبب عوامل ترتبط مباشرة بشروط النظافة والصحة.

وأشار إلى أن خطر وفاة الرضع يكون مرتفعا خلال الأيام الأولى التي تعقب عملية الوضع ، وتتراوح ما بين 25 و 50 في المائة خصوصا خلال ال 48 ساعة الأولى من الولادة.